11 سبتمبر 2025
تسجيلاعتقد الكثير منا أن ما يجري في العزيزة لقلوبنا غزة هو اعتداء أو هجوم عادي أو مباغتة من المقاومة الحرة لارتكازات العدو الصهيوني المحتل، ولكن اتضح لنا فيما بعد أن هذا الهجوم كان مدبراً لإفشال اعتداء كبير كان يدبر في الخفاء بقيادة العدو الصهيوني ومشاركة بعض الدول التي تتضامن مع العدو في مخططها الدولي الكبير بتصفية القضية الفسطينية من الوجود، وللأسف الشديد أن هناك بعض الدول تسمي نفسها عربية مشاركة في هذا المخطط أو تعلم بتفاصيل هذا المخطط لأن لها أدواراً مرسومة لها في المراحل اللاحقة بعد تنفيذ الخطة، وأعلن أبطال المقاومة الباسلة باكتشافهم هذا المخطط عن طريق معلومات سرية كشفتها عن استعداد العدو لشن هجمة شرسة ضد قطاع غزة ضمن المخطط الأكبر لتصفية قضيتنا الإسلامية والعربية. * ما حققته المقاومة من الهجوم المباغت* جاء هذا الهجوم الكاسح ليحقق عدة أغراض مجتمعة، إن أهل الثغور أدرى بأحوالهم وقد مر أبطال المقاومة بتجارب شبيهة في حروب سابقة وتعلموا من هذه التجارب بأن العدو إذا أراد أن يشن حربًا قاصمة على غزة، يبدأ بإطلاق الصواريخ من غير إعلان رسمي، حتى يتخلص من أكبر عدد من القادة ليمهد لهجومه، ولكنهم حتى الآن لم يصيبوا أي بطل من أبطال المقاومة ووجهوا أسلحتهم وصواريخهم نحو المدنيين العزل ليثيروا حفيظة قادة المقاومة، ولكن اصطدموا بعزيمة وصبر أهل غزة وروحهم المعنوية العالية في تحمل هذه الهجمات الظالمة، وكانت الهجمة المباغتة لأبطال المقاومة أفسدت للعدو مخططه في قصم ظهر المقاومة وبهذا حققت أكبر إنجاز في تأخير هذا الهجوم الذي يمهد لتنفيذ المخطط الأكبر. * إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى* أين نحن العرب من هذه المحبة المتمكنة في القلوب فيما بين المسلمين، فالمسلم يحب أخاه، والنبي ﷺ قد بين هذا المعنى بياناً شافياً فقال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، وبين النبي ﷺ أيضاً أن الإيمان متوقف على المحبة، فقال: لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم، فالمقصود أن من مقاصد الشريعة وجود المحبة بين المسلمين، والمواقف المتخاذلة من العرب في هذا الهجوم الشرس للعدو على غزة بقصد إبادتها من الوجود يقابلها أبطال المقاومة بإصرار وعزيمة على النصر المؤذر بإذنه تعالى، واستبشرنا خيراً بإعلان اجتماع طارئ يعقده القادة العرب في العاصمة المصرية، ولكن تفاجأنا بأن الاجتماع يدعو للسلام بين الطرفين الضحية والمعتدي، واشتراك دول أجنبية غير عربية في الاجتماع لإضفاء العالمية على الاجتماع، ومنع العرب من اتخاذ قرارات قوية في صالح قضيتهم، وكان ذلك واضحا من المداخلات المخذية من الدول الأجنبية المشاركة ومن بعض القادة للأسف الشديد، ولم يخرج هذا الاجتماع العالمي بأي بيان يدين العدوان الغاشم على أهلنا في غزة، وكان من أضعف الإيمان أن يتم الضغط على العدو والعالم بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ويتم وضع آلية فورية للنفاذ بدون أي شروط لإغلاق الباب على العدو من تنفيذ مخططه بالهجوم البري على أهل غزة ولكن ذلك لم يحدث وانفض الاجتماع كما بدأ، كما يقال عند العرب تمخض الجمل وولد فأرا. * الملحمة الكبرى* هل اقتربت ساعة الملحمة الكبرى التي أشارت إليها كثير من الأحاديث النبوية بأنه في آخر الزمان ستقوم حرب بين المسلمين وتحالف ثمانين دولة من الروم وسينتصر المسلمون بعد أن يفنى ثلث جيوشهم، والأحاديث كثيرة وبعض العلماء قال إن ذلك سوف يحدث قبل ظهور الدجال مباشرة ولكن إذا سردنا ما يحدث الآن من تحالف دول الغرب وأمريكا مع العدو الصهيوني المحتل ضد المسلمين يتبادر إلى أذهاننا تلك الأحاديث النبوية التي تحدثت عن وقائع هذه الملحمة الكبرى، خاصة أن هناك الكثير من المسلمين العرب أبدوا مواقف متخاذلة في دعمهم للحرب الدائرة في جزء عزيز من وطننا العربي، وتركناهم يتألمون لوحدهم واكتفى الكثير بالفرجة، أما أبطال المقاومة فهم يمنون أنفسهم بالشهادة لأنهم على يقين بأنهم سينتقلون إلى دار خير من هذه الدار وإلى أهل خير من أهل هذه الدار، إنهم سينتقلون إلى غزة في الجنة بدون عدوان وحصار وذل وهوان. *كسرة أخيرة* كل التحية والاحترام إلى مجاهدي فصائل فلسطين في غزة ابتداءً من حماس وانتهاء بآخر فصيل من أطباء وممرضين وممرضات في قطاع غزة الذين أعادوا الكرامة الفلسطينية لتعانق عنان السماء لكن المعركة طويلة ودموية وتحتاج إلى طول نفس وما أطول من النفس الفلسطيني الذي لا يزال شهيقاً ومنذ ٧٥ سنة ولم يبدأ الزفير بعد وعندما يبدأ الزفير تكون الحال قد تبدلت وطوابير السفن الأوروبية تصطف وتسارع في إجلاء أذيالها من الموانئ الفلسطينية إلى حيث أتت، نسأل الله أن ينصرنا بما فينا من ضعف وأن يمكن لنا على ما نحن عليه من عجز وأن يعزنا على ما نحن فيه من ذلة وأن يجعل كيد الأعداء في نحرهم وهزيمتهم.