خطاب صاحب السمو.. يحدد ملامح المستقبل

جاء خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، امس، في افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث، لدور الانعقاد السنوي الثاني والخمسين لمجلس الشورى، شاملا ودقيقا ومعبراً عن واقع الأداء وتطلعات الدولة في المستقبل في كافة المجالات. وكاستثناء في افتتاح الشورى تصدر الشأن الفلسطيني خطاب صاحب السمو وهي رسالة للعالم على أن فلسطين في الأجندة القطرية ليست مجرد قضية يتم تناولها في السياسة الخارجية ، بل هي في صلب اهتمامات الشعب القطري وقيادته وحكومته. لقد عبر الخطاب بوضوح عن السياسات والخطط ومسار التنفيذ ولم يغفل المعوقات التي رافقت المرحلة الماضية مع تقديم الحلول المناسبة لها بتحديد الأهداف التي تسعى الدولة الى تحقيقها والتي تتواءم مع رؤية قطر الوطنية 2030. وتحدث سموه عن الانجازات الملموسة التي تحققت حيث شهدت الدولة نموا اقتصاديا وإقبالا متزايدا من الزوار من مختلف مناطق العالم في أعقاب استضافة بطولة كأس العالم /‏‏‏FIFA قطر 2022/‏‏‏، والتي أبرزت الوجه الحضاري لدولة قطر، وعكست عاداتها وقيمها العريقة، ولا شك أن هذه المؤشرات الايجابية تتطلب قوة في السياسات ومرونة في الاجراءات وجذبا لرأس المال الأجنبي حتى لا تتسبب البيروقراطية والبطء الاداري في الحد من هذه الانجازات وتلك مسؤوليات تقع على عاتق الجهاز الاداري بكامله. وقد جاء أداء الشورى في دورة انعقاده السابقة منسجما مع تطلعات الحكومة وأهل قطر جميعا في التصدي للتضخم وارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الأعباء المالية على المواطنين، ومعالجة ظاهرة عزوف المعلمين القطريين عن مهنة التعليم، وجميعها ملفات مهمة ومؤثرة في مسيرة التنمية والبناء والتطور. لقد نجح مجلس الشورى في مناقشة الكثير من القضايا المهمة ووضع التشريعات المطلوبة لتعزيز الأداء مما يشير الى أن المرحلة المقبلة موعودة بمزيد من الانجازات.