11 سبتمبر 2025
تسجيلالحرب الروسية على أوكرانيا لها أوجه عديدة معظمها سوداوي ومشؤوم، ولكن ما برز منها في نظري هو فولودمير زيلانسكي، الرئيس الأوكراني، الذي يجعلنا- وإن اختلفنا معه حول بعض السياسات والآراء والمواقف- ننظر إليه بنظرة إعجاب صادقة، نادر أن نجد من يستحقها من القادة، هذه الأيام! فولودمير زيلانسكي، هو رئيس استحق صفة القائد لأوكرانيا بعد حربها ومحنتها الحالية.. حيث إنه ما إن بدأت الحرب، استبدل ضحكاته ومزحاته التي كان قد ورثها من عمله السابق ككوميدي، بجدية الحرب ولحية الزعامة والتي شيرت والبنطال الكاكي العملي! انتهى وقت اللعب بالنسبة إليه وبدأ وقت الجد! بدأ وقت تشمير الأكمام والدفاع عن الوطن! منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا وزيلانسكي لا يفوت فرصة للظهور الإعلامي والحديث عن الحرب وأثرها على بلده! خرج زيلانسكي في مقابلات مع جميع الجهات الإعلامية، وظهر في كل المؤتمرات والندوات! وحتى مهرجانات السينما لم تخلُ من وجوده وحديثه عن الحرب! استغل كل ظهور إعلامي ودعوة إلى الظهور الإعلامي لحشد دعم الناس وراء القضية التي يؤمن بها.. وطنه! بالطبع لم يكن زيلانسكي، الأوكراني الوحيد المدافع عن وطنه بشراسة، فهناك من فعل مثله من الفنانين والمؤثرين وحتى المواطنين العاديين الذين جمعوا التبرعات وحشدوا العالم ضد روسيا! ما حدث مع الأوكرانيين ذكرني-مع فارق التشبيه-بما فعلناه في قطر وكقطريين وقت الأزمات. فنحن أيضاً، يداً بيد مع قيادتنا، وقفنا صفاً واحداً للدفاع عن قطر أمام العالم أجمع، لأن الأمر لم يكن مجرد لعبة سياسية.. الأمر كان يتعلق حول دولة وشعب وأمن وأمان! ولأن هذا ما يحدث عندما يؤمن الانسان بفكرة.. بمعتقد.. بشعب.. بوطن! عندما يؤمن الانسان بفكرة، قد يضحي بكل شيء من أجلها! ولهذا نقول بأن الفكرة أقوى من الرصاصة والإيمان أقوى من الأزمات والعقيدة أقوى من السيف! لهذا يستشهد الشهداء.. ويموت الأسرى دون أن يكشفوا الأسرار.. ويموت صاحب الأرض قبل أن يعطي المفتاح للمحتل! لأن المؤمن الحقيقي هو من يؤمن بوطنه وبمعتقداته وأفكاره، وهو من سيفعل كل شيء من أجل إعلائها! أما المؤمن المزيف، فسيفر ما إن تبدأ الحرب.. سيبيع القضية ما إن تشتد المعركة.. سيجبن ما إن يحمى الوطيس! وأنت عزيزي القارئ، ماذا ستفعل لو تم اختبار إيمانك وأفكارك ومعتقداتك؟ هل ستدافع عنها أم ستهرب؟ هل ستحارب وتجازف أم ستفر؟! هل أنت مؤمن حقيقي أم مؤمن مزيف؟!