11 سبتمبر 2025

تسجيل

الأمر ليس أمتيازاً بل رجس!

25 أكتوبر 2022

تُعقد في الغرب الكثير من البرامج المجانية، التي تستهدف مدمني الخمر لتساعد المدمنين على الإقلاع عن هذه الآفة، كما أُنشئت المراكز الصحية الربحية لذات الهدف، ولكنها تحمل رفاهية أكبر في السكن والضيافة لقاطنيها، ويحضر السؤال لما يُعالج مجتمع ظاهرة إدمان الخمر على الرغم من عدم تحريم الخمر لديهم؟!. ففي الغرب من المُعيب والمُخجل للابن أن يعلم عنه أصدقاؤه في المدرسة أن والده مدمن للخمر، كما أن الشخص المعاقر للخمر لا يتم الأخذ بشهادته في المحاكم الغربية، بل قد يُحكم على معاقر الخمر حكم إجباري للعلاج من إدمان الخمر، وذلك كشرط لإزاحة مخالفة أو إجراء تأديبي بحقه. كما أن الغرب ذاته يعترف وبقنواته الرسمية وغير الرسمية بأن الكثير من الجرائم التي تحدث يكون أحد أسبابها الرئيسية من متعاطي الخمور، وأن التفكك الأُسري والاعتداء الجنسي الأُسري يكون في الغالب تعاطي الخمر ملازماً لمُرتكبها!. المؤسسات الغربية الحكومية وغير الحكومية والعائلات الغربية تُقيم الندوات والأنشطة التي تحذر وتُنبه من مخاطر تعاطي الخمر وتأثيره على الأسرة والمجتمع هذا على الرغم من مشروعيته لديهم فما ظنُك بواجبنا تجاه أبنائنا ومجتمعاتنا في آفة الخمر والتي يحرمها ديننا الحنيف في الأساس. فإذاً لماذا يستهوي البعض من أبناء العالم الإسلامي شرب الخمر على الرغم من تحريمة؟ هل المسلسلات الغربية ولقطات شرب الخمر في الاحتفالات أو احتساء رجال العصابات أو القادات في اجتماعاتهم للقليل من الخمر يعطي نشوة الوجاهة؟!. الأمر أصبح واقعياً مؤلماً فأصبح شرب الخمر في كثير من احتفالات شباب المسلمين أمراً عادياً (برستيج الزفاف أو الحفلات)!، وأصبح لدى البعض إنكار شرب الخمر أو بيعه من التخلف والرجعية!، وهذا إن دل فإنه يدل على توغل أفكار شاذة وخطيرة في المجتمع، ووجب معها زيادة الوعي العائلي لأبنائهم من هذه الآفة العظيمة في خرابها والآثمة في حرمة تعاطيها ومن كبائرها في شريعتنا. القانون عند تنظيمه لبيع السجائر يُعد قانوناً لشروط معينة ولكن لم يستطع القانون إلغاء العادات والتقاليد وقبح التدخين، فمازال الابن يخجل من تحدث الغير أمام والده بأنه مُدخن للسجائر، كما ما زال الكثير من المدخنين يتخفون عن أنظار آبائهم عند التدخين احتراماً وتوقيراً لآبائهم من هذا الفعل المُعيب، وهذا يقع وقعه في ذات الشأن، بحيث إن وجدت قوانين تسن وتضبط شرب الخمر فهذا لا يعني الإباحة الشرعية. فكما ثقفنا وربينا أبناءنا على الابتعاد عن التدخين على الرغم من عدم البت في التحريم الشرعي وتنبيههم أن التدخين ليس إلا عادة سيئة مذمومة لا تُضيف لصاحبها مكانة بل هيّ تدل على ضعف صاحبها لأنها المتحكمة في تصرفاته المزاجية والنفسية، فالأولى زيادة التثقيف في شأن الخمر المحرم شرعاً وعدم انخداعهم بالشكليات والتحضر الزائف الذي يرونه، بل يجب إبراز مصائب الخمر ووقعه المدمر على الأُسر وتفكيكها ووقعها على الفرد وسمعته المجتمعية والفردية، وذلك أمام أبنائه وأُسرته، فهذه الآفة يصعب نسيان فعل مُتعاطيها، وذلك من سمعتها السيئة التي تلازم الشخص والأهم ارتكاب تلك الكبيرة جهاراً!. ونختم حديثنا بقول الحق سبحانه ومن أصدق من الله قولا بسم الله الرحمن الرحيم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ)، صدق الله العظيم