23 سبتمبر 2025

تسجيل

الحاجة إلى سلام مستدام في أفغانستان

25 أكتوبر 2020

التفجير الذي وقع في مركز للتدريب غرب العاصمة الأفغانية كابول، يؤكد الحاجة الماسة للوصول إلى سلام حقيقي ومستدام في أفغانستان. لقد أعربت قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذا التفجير، الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال، مجددة موقفها الثابت من رفض العنف والإرهاب، مهما كانت الدوافع والأسباب. ولا شك أن تحقيق السلام الشامل والدائم في أفغانستان يخدم استقرار ومنفعة المنطقة والعالم، ومن هذا المنظور تجيء أهمية محادثات السلام بين كافة الفرقاء، باعتبارها فرصة فريدة لإحلال السلام ووقف دائرة الحرب الممتدة منذ 40 عاما، وذلك لتجنيب الأجيال المقبلة مستقبلا مظلما. لقد عملت الدوحة منذ سنوات على إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان، حيث استضافت الدوحة محادثات السلام بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان، وهي المفاوضات التي تكللت باتفاق تاريخي في فبراير الماضي بين الجانبين، علاوة على استضافتها لمفاوضات السلام بين الأفغان أنفسهم، وتمكنت قطر من تذليل عقبات التفاوض، وصولا إلى الهدف الأسمى في إحلال السلام الشامل البلاد المشحونة بالحروب التي قضت على الأخضر واليابس. وانطلاقا من كون قطر راعية للسلام الأفغاني، فإنها حريصة كل الحرص على إنجاح مفاوضات السلام، باعتبار توجهاتها الأخلاقية السامية في العلاقات الدولية، وبحثها عن مساعدة الدول في إحلال السلام عبر وساطة فاعلة يشهد بها المجتمع الدولي. إن دور قطر المميز في الوساطة بين الأطراف الأفغانية محل تقدير العالم أجمع، علاوة على ذلك ظلت الدوحة شريكا موثوقا لكافة أطراف التفاوض نظرا لدورها المتوازن والإيجابي، وهي بذلك شريك رئيسي وفاعل في صنع السلام في أفغانستان. وفي ظل تفاقم الأوضاع وتصاعد العمليات العسكرية والتفجيرات، بات من الضروري الاحتكام للغة العقل، بهدف تحقيق الأمن والسلام في أفغانستان، والتركيز على التنمية والإعمار والانطلاق نحو المستقبل في جو من السلم والطمأنينة، خاصة وأن هذا السلام ينعكس إيجابا على كافة دول العالم وليس فقط الدول المجاورة. إن نموذج الوساطة من أجل السلام الذي تقدمه قطر للعالم ينطلق من بواعث أخلاقية، وسياسة خارجية سامية، ورغبة في إحلال السلام بأفغانستان على أكمل وجه.