29 أكتوبر 2025

تسجيل

رسائل تاريخية لأمير الكويت

25 أكتوبر 2017

دول الحصار مستمرة في غطرستها لإخضاع قطر عبر حملاتها المغرضة الدلائل تشير أن قمة الكويت في مهب الريح رغم التحديات الوساطة الكويتية بقيادة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت حفظه الله، في الأزمة الخليجية مهمة والكل ينظر لها بعين الاعتبار سواء في دولة قطر، قيادةً وشعباً، أو شعوب ودول المنطقة والعالم؛ باستثناء دول الحصار بالطبع، إلا أن الخطاب الذي ألقاه سموه يوم أمس كان مهماً في التوقيت، ومؤشراً لما يمكن أن يكون في قادم الأيام، ورسالة توضيحية لأن يتحمل كل قائد وشخصية أو حتى مواطن مسؤوليته في هذه الأزمة التي قد تتطور وتعصف بالمنطقة والعالم وتقسمهم إلى فسطاطين!! فمن ناحية التوقيت جاء الخطاب بعد الزيارة التي قام بها سمو أمير الكويت إلى الرياض في محاولة من سموه لعقد القمة القادمة في ديسمبر المقبل في الكويت، والتي يبدو أن جميع المؤشرات توضح وتكشف أنها لن تعقد أو سيتم تأجيلها في أفضل الحالات، وجاءت أيضا بعد زيارة ريكس تيلرسون إلى كل من الرياض والدوحة والتي أكدت ما قاله قبل قدومه للمنطقة وبعد مجيئه بأن دول الحصار وعلى رأسها السعودية غير مستعدة لحل الأزمة!؟ وكل مؤشرات الخطاب في عامل التوقيت تدل على أن الأزمة قائمة وأن دول الحصار ما زالت تمارس غطرستها في سبيل إخضاع دولة قطر وهو ما لا يمكن أن يكون أو يُقبل لا في موضوع السيادة أو خرق القوانين الدولية.الأمر الثاني المؤشرات التحليلية التي حذّر منها سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله جميعها تعطي رسائل أن تتحمل كل دولة وقيادتها مسؤولياتها التاريخية والقومية حتى لا يخسر العالم العربي آخر حصونه التي كان العرب يتشدقون بها وبتجربتها على مستوى الوطن العربي، حيث لم تنجح ولم يستمر أي منظمة عربية باستثناء منظمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ والتي بدأت الأحداث الأخيرة متمثله في الأزمة الخليجية وحصار الأشقاء لدولة قطر تعلن عن تفككه وانهياره لا سمح الله. أمير الحكمة والإنسانية الشيخ صباح الأحمد الصباح يتمتع بحنكة سياسية ولم يلق هذا الخطاب المتضمن الكثير من الرسائل المهمة إلا لمعرفته ببواطن الدهاليز السياسية وما يُحاك أو قد يحدث ما لا تحمد عقباه، وأكّد سموه أن دولة الكويت؛ قيادة وشعباً، ليست طرفا ثالثا بل تقف مع الجميع في سبيل ترميم البيت الخليجي والمحافظة على كيانه الذي بدأ جدرانه بالتشقق والانهيار إن حدث ما يعكّر صفو اللحمة الخليجية لا قدّر الله، وحرصه وتأكيده على الشعب الكويتي وشعوب الخليج والمنطقة بعدم قول ولو كلمة واحدة تساهم في تأجيج الخلاف الخليجي؛ لأن التاريخ والأجيال لن تسامحه وعلى الجميع اتباع النهج الهادئ خلال الأزمة. أخيرا نود أن نقول إن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ألقى خطابين خلال الأزمة والحصار الجائر على دولته وشعبه، وصرح في أكثر من مؤتمر صحفي آخرها في جولته في كل ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا، مؤكدا أن الكل خاسر في معركة الأشقاء ولا يوجد رابح، وهي الرسالة التي يمكن أن تكون مستمدة من مجموعة رسائل أمير الكويت، وهي شهادة بأن دولة قطر ملتزمة بالمحافظة على البيت الخليجي ووحدته وسلامة دوله ورخاء شعوبه، مثلما أوضح ذلك سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية في المؤتمر الصحفي مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون في زيارته الأخيره للدوحة.