11 سبتمبر 2025
تسجيلالمؤشرات تدل على الاتجاه نحو تأجيل القمة الخليجية المقبلة في ديسمبر إلى أجل غير محدد، في ظل الجمود في حلحلة الأزمة الخليجية، ورفض الجلوس على طاولة الحوار لمناقشة كافة الاتهامات وضمان مصالح الجميع وحقوق السيادة. أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد في تصريحاته الأخيرة حذر من أن الأزمة تحمل في طياتها احتمالات التطور ومخاطر التصعيد ستجر إلى تداعيات إقليمية ودولية تعود بالضرر على الخليج وشعوبه، وأن التاريخ وأجيال الخليج القادمة والعرب لن تغفر لكل من يسهم ولو بكلمة واحدة في تأجيج هذا الخلاف أو يكون سببًا فيه. زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة للمرة الثانية خلال ثلاثة شهور لم تحقق النتائج المرجوة منها، وتصريحاته لم تكن مشجعة في ممارسة ضغوطات أو الدفع في الشروع في مفاوضات والدخول في حوار من قبل أطراف دول الحصار. وغير الدعم الإعلامي والتصريحات الصحفية لم تتخذ واشنطن خطوات ملموسة على الأرض لاحتواء الأزمة بشكل كامل وتفعيل الوساطة الكويتية وإحداث اختراق سياسي كبير وتسوية القضايا الخلافية العالقة وجزء كبير منها متعلق بالسياسية الأمريكية نفسها والمواقف السابقة للإدارات الأمريكية المتعاقبة التي قد تدعم طرف ضد الآخر لتنفيذ أجندات معينة وبعدها تتحول إلى أجندات أخرى قد تكون متضاربة مع الأطراف التي دعمتها.طبيعة التعاطي الخليجي في الأيام المقبلة ستكشف عن مدى إمكانية المنظومة الخليجية على الصمود وقدرتها على تجاوز الازمات ولم الشمل أو الفشل وانفراط العقد وانهيار المنظومة بكاملها كما عرفناها. التسريبات في الأوساط السياسية والإعلامية تدور حول جهود خفية في إيجاد مجلس خليجي موازي بعدد معين من الأعضاء (السعودية – الإمارات - البحرين)، أو تأسيس مجالس إقليمية تشمل (مصر) وبعض من دول عربية وإقليمية أخرى قد تشمل إسرائيل. مقابل الحديث حول ترتيبات جديدة في المنطقة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن إستراتيجية جديدة في مواجهة إيران، وقبلها صفقة القرن والشرق الأوسط الجديد، والتهديد باستخدام الخيارات العسكرية ضد الدول التي قد تشكل خطرا محتملا مثل كوريا الشمالية والقائمة مفتوحة لانضمام آخرين إليها في عودة مرة أخرى إلى مواجهة سياسية لدول محور الشر (Axis of Evil) بعد 15 سنة من المصطلح الذي روجت له إدارة جورج بوش الابن وأسفرت عن حربين في دولة عربية وأخرى إسلامية. التحالفات قد تكون في كثير من الأحيان خادعة وغادرة، لذلك لا نتمنى أن يكون الدور على دول أخرى في المنطقة تقع ضحية سياسات حمقاء ومغامرات مجنونة وغير محسوبة العواقب وتكون منها دول خليجية ونقول ساعتها ليتنا قبلنا بالمبادرة الكويتية!