11 سبتمبر 2025
تسجيلكان أمس الأول يوماً صعباً على قطر بعد رحيل المغفور له -بإذنه تعالى- صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، بعد أن توشحت ملامح الحياة بالسواد حزناً عليه؛ لذا نتقدم بصادق العزاء إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ونسأل الله العلي العظيم أن يتغمد فقيد الوطن بواسع رحمته ويغفر له، اللهم آمين. لم يكن أمس ليمضي دون أن يحظى بزيارة للموت، الذي أخذ معه الكثير من الأحبة، بعد أن تفرد كل واحد منهم بعمل ميزه عن غيره، وسيتحدث عنه وبكل فخر ذاك الأثر العظيم الذي سيظل وإن رحل عنا أصحابه.لم يغب مشهد الموت عن أي بيت، فهو المشهد المستمر ما استمرت الحياة، والدليل أننا وفي كل يوم نعيشه ندرك فيه تلك الرائحة التي تنبعث من الموت، وتقبل معه كلما اقترب منا؛ ليُنهي وجود أحدهم ويُعلن انتهاء أمره بخبر ينزل علينا كالصاعقة، وبين من سيصدقه ومن لن يتمكن من ذلك سيكون قضاء الله وقدره مما لن يكون لنا فيه لا حول ولا قوة. إن تكرار المشهد يجعلنا نفكر ملياً بما نفعله فعلاً، فالموت لا يأتي خالياً خاوياً في كل مرة يزورنا فيها، ويخرج من بعدها بعزيز علينا -كما يحسب من لا يُجيد الحساب- ولكنه وعلى العكس تماماً يأتي مُحملاً بالكثير مما يُجبرنا على التفكير وبشكلٍ جدي بما نفعله، وكأنه يقول لكل من يتُابعه: هل تُدرك ما قد خسره حبيبك للتو، وتملكه أنت؟