19 سبتمبر 2025
تسجيللا يبدو أن نتائج اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ومع رئيس وزراء دولة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، قد تثمر شيئا أو تحقق هدفها الذي يرمي الى تهدئة الأوضاع المشتعلة في الاراضي الفلسطينية منذ بداية اكتوبر الجاري والتي تحولت الى انتفاضة فعلية ضد الاحتلال.ونتائج هذه اللقاءات وما تمخض عنها من اتفاق للتهدئة والذي لخصه وزير الخارجية الأمريكي في: «إلتزام إسرائيل بمراقبة الحرم القدسي وباحات المسجد الأقصى بالكاميرات على مدار 24 ساعة، مع الحفاظ على الوضع القائم لحرم المسجد الأقصى حيث يسمح فقط للمسلمين بالصلاة في الحرم القدسي، ولغير المسلمين بالزيارة فقط»، وهي اجراءات لا تتضمن جديدا وهي ليست سوى تكرار للأساليب القديمة ذاتها والتي لا ينتج عنها شيئا سوى اعادة انتاج الأزمة في كل مرة.ما تعلمه الشعب الفلسطيني بالطريقة الصعبة، من كثرة تكرار مثل هذه الدروس، ألا يعول على تعهدات حكومات الاحتلال المتعاقبة ، وألا ينساق وراء وعود الوسيط الامريكي الذي لم ينجح على مدار سنوات طويلة في الوصول بالقضية الى أي مكان، حيث كان الفشل والاخفاق المتكرر هو الصفة الملازمة لكل مفاوضات او مبادرات جرت تحت رعايته.الأجيال الجديدة من الشعب الفلسطيني والتي قدمت، في هذه الانتفاضة التي انطلقت منذ ثلاثة اسابيع، عشرات الشهداء في مواجهتها الباسلة امام الاحتلال، لن يجدي معها مثل تلك الوعود الباهتة التي لا قيمة لها والحلول التي تشبه «المسكنات» و»المهدئات».ان الانتفاضة الشعبية الحالية، تمضي في طريق تركيز الجهود على القضية المركزية وهي تدرك ان هدفها النهائي واحد وهو إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، وهو هدف لن يصرفها عنه مثل تلك الوعود الكاذبة التي يبذلها المحتل الغاشم في كل مرة يواجه فيها تحديا حقيقيا.