12 سبتمبر 2025
تسجيلهناك كلمات ما أن تقع على مسامعنا حتى لنتأثر وعلى الفور، إذ أن وقعها يُجهد القلب ويؤثر عليه كثيراً؛ لذا نفضل أن نتجاوزها بقدر ما نستطيع؛ كي نتجنب وقوع تأثيرها علينا، ومن هذه الكلمات التي تُحدث هذا كله كلمة (الظلم)، التي لن نقف عليها ككلمة، ولكن على الأثر الذي يُحدثه الظلم ذاته، من مخاوف تُثير الكثير من الاستياء، غالباً على من يقع عليه (الظلم)، وليس من يكون منه، فالأول هو الضحية، التي قد تتكالب عليها الظروف؛ لاجتماع بعض الأسباب التي تُسهل وقوع الظلم من المقام الأول، ولأنها ضحية فإن فرصة نجاتها لا تعتمد عليها وحدها فقط بل على توافر المساعدة من البيئة المحيطة التي يجدر بها توفير من يستطيع التصدي للظلم دون أن يعبث بهذه الضحية، التي ستظل كذلك حتى تكون لها المساعدة الحقيقية، وحتى يكون لها ذلك فمن الممكن بأن تتغير وتصبح أخرى بملامح جديدة قد لا تدركها هي ذاتها؛ لتهيم من بعدها في مجتمع لن تدرك أهمية وجودها فيها، ولن تثق بمن فيه؛ لغياب من يُعينها على تجاوز مشكلاته التي تبدأ بالظلم الذي يقع على رأسها، والحق أنه ما يستجوب بذل المساعدة الفورية بكل طريقة ممنكة ومُتاحة، فهو ما تحتاج إليه بشكل خاص، ونحتاج إليه بشكل عام؛ لأنه وإن لم يكن فسنخسر قلباً نقياً لا ذنب له سوى أن الظروف قد تكالبت عليه، وسلمته كوجبة خفيفة لظالم يعيش حين يموت. هناك من يعتقد بأن للظلم شكلاً واحداً قبيحاً لا يوجد غيره، في حين أن الظلم قد يكون بسيطاً جداً وبشكل غير متوقع؛ لذا يُقبل عليه من يُقبل عليه وهو يحسب بأنه لا يظلم في حين أنه يفعل، وما يقوم به يُحدث الكثير من الأذى النفسي في قلب الضحية، التي ستتحامل عليه، وستظل تُخفي تحاملها حتى تنفجر، والمصيبة أننا لن نتمكن من تكهن نتيجة ذاك الانفجار، أو حجم الأضرار التي ستكون من بعده، وستتسبب بكثير من الخلافات التي ستنمو معها (رغبة الانتقام)، التي سيتحول وبسببها المظلوم إلى ظالم؛ لتتكرر ذات القصة ولكن بوجود ظالم صنعته الأسباب، التي صنعت منه غولاً جديداً لن يرحم؛ لنعود ومن جديد إلى نقطة البداية. أيها الأحبة: أن يقع الظلم بشره علينا لهو أهون بكثير من أن نتسبب به نحن فيقع منا على الآخرين، ففي الحالة الأولى سيكون الربح حليفنا وإن تأخر ذلك، في حين أن الخسارة هي من ستكون من نصيبنا في الحالة الثانية، ولعل منا من لا يدرك هذه الحقيقة؛ لذا نجده وهو يتمادى بظلمه على الآخرين، ممن سيفرض عليهم التعاسة حتى يستيقظ ويعود إلى وعيه، أو أن يتجرأ ذاك المظلوم عليه؛ ليأخذ حقه بنفسه، وللأسف وحتى يكون ذلك فسيكون نسيج المجتمع قد تضرر بشكل يستدعي التدخل الفوري، الذي يجدر به تجميد ما يكون حتى ننقذ ما قد تبقى لنا منه، وهو ما يمكننا القيام به من خلال بذل العديد من الطرق منها، تسليط الضوء على موضوع الظلم وإلى أين يمكن بأن يصل بنا، الذي قررنا طرحه من خلال الزاوية الثالثة في هذا اليوم، والذي نأمل بأن يخرج به الجميع بكثير من الفائدة بإذن الله تعالى. من همسات الزاوية هروبك أو نجاتك وإن صح القول بالنسبة لعرف من يظلم ولا يجيد سواه الظلم لا يعني أنك ستنجو من عاقبة ما قد أقدمت عليه حين قبلت بظلم غيرك، ولكنه ما يعني أن الله يُمهلك دون أن يُهملك، فالمسألة مسألة (وقت) ما أن يمضي حتى ينقشع كل شيء؛ ليعود إلى ما كان عليه من قبل، وتظهر الحقيقة كاملة وواضحة وضوح الشمس، وهي تلك التي ستدرك معها أنك قد ظلمت أحدهم ولن تدرك بظلمك له من الحياة سواه الشقاء بينما الرخاء فهو ما سيفر منك حتى تعترف بظلمك، وتتراجع عنه؛ ليعيش كل من قد ظلمته بخير سيكون لك بعضه متى أقدمت على خطوة التراجع تلك، وعليه فلتجرب معنى أن ترفع ظلمك عن الآخرين؛ لتجرب لوناً جديداً من ألوان الحياة. وأخيراً: فلتتذكر بأن ما مضى قد مضى وانتهى ولا خير في التفكير فيه، ولكن الخير كل الخير في التفكير وما تبقى منه ولازلت تعيشه حتى هذه اللحظات، وستفلح بإذن الله تعالى.