17 سبتمبر 2025

تسجيل

"جنيف 2" هل يعقد؟ .. الجواب عند الأسد

25 أكتوبر 2013

لم يعد هناك متسع من الوقت لتحمّل مناورات حاكم دمشق ومماطلاته، فمن الأرجح ان كل الفرص التي اتيحت لهذا النظام للتخلي عن الحل العسكري لإنهاء أزمة سورية، وتجنيب الشعب الصابر المزيد من سفك الدماء قد شارفت على الأفول.ولإنجاح مؤتمر "جنيف 2"، والمؤمّل ألا يكون نسخة هزيلة من "جنيف 1" المنعقد في العام 2012، والمؤمل أيضا انعقاده قريبا، من الضروري لضمان نجاحه، وبالتالي الخروج من حمام الدم السوري، أن يكون الأمر الأول، عدم بقاء بشار الأسد في السلطة تحت أي تسمية في المرحلة الانتفالية، وأيضا تحديد سقف زمني لهذه المرحلة، وأن تكون للحكومة الانتقالية كامل الصلاحيات لإدارة شؤون البلاد على كافة الأصعدة، وأن يجري الاتفاق بين جميع المشاركين في "جنيف 2" على تقديم كل منظومة الحكم الأسدي، وحتى من تلطّخت أيديهم بالدماء السورية من المعارضة المسلحة الى محاكمات عادلة لينال كل واحد العقاب الذي يستحقه، أو تبرئته مما قد يواجهه من اتهامات.نعتقد أن المبعوث العربي والأممي الأخضر الإبراهيمي يعي هذه الحقائق، ومن المؤكد أن يعمل على إقناع الأطراف المعنية بالأزمة السورية بها، فليس من العقل والمنطق أن يبقى للأسد ومساعديه القريبين الذين تلطخت أيديهم بالدماء أي دور في سوريا، وتنبغي المحاسبة على أفعال ارتكبت خلال هذا الصراع الدامي المستمر منذ نحو العامين والنصف.هذا باعتقادنا أيضا ما سيسمعه السيد الإبراهيمي خلال محادثاته مع المسؤولين القطريين في زيارته اليوم للدوحة، وغيره الكثير، فالحاجة أصبحت ماسة اكثر من أي وقت مضى للتحرك السريع لإحداث انتقال سياسي في سوريا.إن اطمأنت المعارضة السورية بشقيها السياسي والمقاتل وبأغلب اطيافها ومكوناتها، فمن المؤكد أن تأتي الى "جنيف 2"، وبخاصة إذا ما كان التزام من هذا المؤتمر بإخراج ميليشيا حزب الله اللبناني وحرس الثورة الايراني وكتائب أبوالفضل العباس العراقي من سوريا، بالتزامن مع خروج كل المقاتلين غير السوريين من البلاد، فهؤلاء يشكلون خطرا وتهديدا على وحدة الأراضي السورية واستقلالها.نتطلع الى "جنيف 2" إن كتب له الانطلاق أن يؤمن وحدة الأراضي السورية واستقلالها وسيادتها، وتحقيق عملية انتقال سياسي بها، وبناء دولة سورية تحترم الديمقراطية، والتعددية، وحقوق الإنسان، وسيادة القوانين.