12 سبتمبر 2025

تسجيل

العرب أحق بقطافها.. شجرةٌ تخترق عقوبات أمريكا

25 سبتمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قد يلخص أهمية شجرة الهشاب السودانية وإنتاجها من الصمغ العربي، أنها وحدها من تحدى العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان منذ العام 1997.. وأي شجرة سامقة تلك التي تجبر الدولة العظمى على ابتلاع عقوباتها أمام توهج حصيد يخرج من شجرةٍ مباركةٍ، ويمازح الشمس سافراً هازئاً بنظيريه المطمورين في التراب النفط والذهب!.. وشجرة الهشاب الغنية عن التعريف هي من تطرح منتجاً اختص الله بغالبه السودان دون غيره من بلاد الله. وإذا كان من المعلوم أن السودان ينتج ما يقارب 75 % من إنتاج العالم من الصمغ العربي فإن الولايات المتحدة تستورد حوالي 80 % من إنتاج السودان من تلك السلعة.ورغم أن الولايات المتحدة حرصت على تطبيق عقوباتها المفروضة على السودان منذ نوفمبر عام 1997، بل وعلى تشديد تلك العقوبات عاماً بعد عامٍ بضغوطٍ من جماعات الضغط ، إلا أنها استثنت الصمغ العربي من العقوبات نظراً لضعف البدائل المطروحة ولإخفاقها في إنتاج بدائل صناعيةٍ أو الحصول على منتجين آخرين يسدون حاجتها.وربما ليس بمستغربٍ ذلك الاستثناء الأمريكي فالسلعة تدخل في صناعاتٍ شتى من بينها صناعات الدواء، والمشروبات الغازية ومستحضرات التجميل والحلويات، وفي الطباعة، وإنتاج الطلاء، والألوان وخلافها. ولقد سعى المستعمر البريطاني منذ اكتشافه لأهمية الصمغ العربي لإنتاجه في كثير من مستعمراته وحتى في النطاق الفرانكفوني حتى تعدد مصادره، وذلك بأخذ شتول من شجرة الهشاب من السودان وغرسها في تلك المستعمرات، ورغم نمو الشجيرات إلا أن ما هو غريب أن ما طرحته من إنتاجٍ يقصر كثيراً عن تركيبة الصمغ العربي في السودان. ونظراً لأن الشركات الأمريكية المستفيدة يهمها استيراد المنتج في صيغته النهائية عقب عمليات التكرير وتحويله لمسحوقٍ وفق متطلبات مختلف الصناعات، فقد انبرت شركات غربية لاستيراده كمادةٍ خام وتجهيزه وإعادة تصديره للولايات المتحدة. ومثل ذلك الواقع يحرم السودان من موارد طائلة كان يمكن أن يجنيها في حال إعداده بصورته المطلوبة وتصديره مباشرةً للشركات المستهلكة، كما يحرمه من قطاعٍ عريضٍ من العمالة التي تستقطبها تلك الصناعة. وهنا تبرز علامة استفهامٍ كبيرة إزاء إحجام رأس المال العربي في الدخول في شراكة مع السودان لإنتاج السلعة الوحيدة المعفاة من عقوبات أمريكا.. المفارقة هنا أن ذات المنتج هو السلعة الإستراتيجية الوحيدة التي ارتبط اسمها بالعرب (الصمغ العربي)!.. كيف فات على القطاعات ذات الصلة قيام شراكةٍ ضخمةٍ توفر التمويل اللازم لتجهيز السلعة داخل السودان كإنتاجٍ عربي خالص ومضمون التسويق والربحية لانعدام المنافسة على السوق العالمي مع الوضع في الاعتبار أن السوق الأوروبية هي الأخرى يتوقع أن يتزايد طلبها على السلعة؟وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فيكفي أن نذكر شركة سكر كنانة كنموذجٍ لنجاح الشراكات العربية بإنتاجها المتميز وسمعتها الجيدة وقدرتها على منافسة كافة المنتجين لسلعة السكر. ويحسب للشركة أنها ظلت صامدة تحقق المزيد من النجاحات منذ تأسيسها عام 1975. وهنا يتحتم مساءلة دور الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي ومعلومٌ أن مقرها الخرطوم وما إذا كانت تضع الصمغ العربي في خططها. كام يتعين بشكل أعظم مطالبة القطاعات السودانية ذات الصلة ممثلةً في وزارة الزراعة والغابات، والهيئة العامة للاستثمار، ومجلس الصمغ العربي بالتعامل مع ذلك المنتج الحيوي بالأهمية التي يستحقها.وبالنسبة لوزارة الزراعة ففي الظن أنها معنيةٌ بالعمل على زيادة الإنتاج رأسياً وأفقياً، جنباً إلى جنب مع الاهتمام بالبنى التحتية لمناطق الإنتاج وتوفير كافة الخدمات للمنتجين وابتدار أحدث الوسائل لرفع الكفاءة الإنتاجية مع توفير المراكز البحثية المتخصصة على أعلى المستويات وتوفير الكادر اللازم لها، مع الوضع في الاعتبار وفرة الخبراء السودانيين المتخصصين في شتى العمليات الإنتاجية للصمغ العربي.وبالنسبة لمجلس الصمغ العربي يظل دوره محوريا مداخلا لجل ما ذكرنا سابقاً، كما أن تنسيقه مع الهيئة العامة للاستثمار يظل جوهرياً للترويج لشراكة عربية كبرى تتمخض عن فوائد ضخمةٍ للمنتجين، وللناتج القومي الإجمالي، ولرأس المال العربي، وكل ذلك يمثل تطبيقاً علمياً لنظريات التكامل الاقتصادي العربي.وحتى يكون للحديث مغزى سوف نتحرى فيما يتحرى الحالم - بواقعيةٍ - حراكاً من الهيئة العامة للاستثمار، ومجلس الصمغ العربي ليضع خرائطه الاستثمارية شاملةً كل التفاصيل المرتبطة بالشراكة المنشودة أمام رأس المال الخليجي عامة، ورأس المال القطري خاصة، ممثلاً في غرفة تجارة وصناعة قطر، آخذين في الاعتبار تميز العلاقات بين السودان ودولة قطر وما بلغته على كل المستويات.السودان غني بموارده تظل أنشودة نرددها كل يوم؛ بيد أن الفيصل يكمن في ترجمتها لواقعٍ ملموسٍ عبر منهجٍ علمي يتضافر الجميع نحوه لوضع الحصان أمام العربة.