19 سبتمبر 2025
تسجيليتحمل المجتمع الدولي، ومجلس الأمن خصوصا، الأوضاع الكارثية التي يتعرض لها المدنيون في سوريا وحلب تحديدا، التي تتعرض اليوم لحرب إبادة جديدة تقودها روسيا والنظام السوري وحلفاؤه. أسوأ ما تكشف عنه المجازر المروعة التي ترتكب بحق السكان الذين يصل عددهم الى حوالى 250 ألف شخص على الأقل في الأحياء الشرقية بمدينة حلب، هو الفشل الذي أصبح السمة الأبرز لمؤسسات المجتمع الدولي، وعجزها عن القيام بواجبها فيما يتعلق بحماية المدنيين.مئات المدنيين دفنوا في حلب، خلال ستة أيام، تحت أنقاض المنازل والبنايات التي دمرتها الغارات الجوية التي شنتها طائرات نظام بشار الأسد وروسيا، تحت سمع وبصر العالم الذي لا يزال يتفرج منذ 5 سنوات على واحدة من أسوأ الجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية .. حيث يباد شعب بالسلاح الكيماوي وبقنابل النابالم وبالبراميل المتفجرة والصواريخ البالستية.المجازر المتعمدة، وحرب الإبادة، وعمليات التطهير الطائفي، وتهجير الشعب الذي أصبح أكثر من نصفه مشردا ولاجئا في دول الجوار، أو مهاجرا عبر قوارب الموت إلى بلاد ترفض استقباله، وتتفرج في الوقت نفسه على مأساته دون أن يحرك ذلك ضمير الانسانية فيها. ولا شك أن القوتين المؤثرتين في مجلس الأمن، بل في العالم، وهما روسيا والولايات المتحدة، تتحملان المسؤولية الأكبر في استمرار هذه الكارثة الإنسانية. إن مأساة الشعب السوري، هي أكبر تذكير، للعالم بمدى ضرورة إعادة النظر في مؤسساته المعنية بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين ومحاسبة مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم البشعة ضد الإنسانية.