مسلسل الاهمال

لعل موضوع اهمال الأبناء وعدم مراقبتهم موضوع قد تحدثنا عنه مراراً وتكراراً، لكن ما نراه حولنا يرغمنا على أن نسلط الضوء فى كل مرة على تلك الظاهرة التى تتمثل فى الشباب الذى يتسلم قيادة سيارة دون أن يكون مؤهلاً لذلك، فبعض الآباء أو الأمهات يظن أن إعطاء الابناء مركبة وهم دون العمر القانونى أو حتى بعد الحصول على رخصة القيادة، ولكن دون إدراك أو مسؤولية نوعاً من الحب أو عدم الحرمان، بالرغم من أن ذلك يعتبر هدراً لحياتهم وعبثاً بأرواح الآخرين، فقد فجعنا قبل سنة بفقد صديقة لى لابنها الشاب الصغير الذى اعتاد على أخذ مفتاح سيارة والده للتجول بها، وذات يوم فعل ذلك لكنه اصطدم بجدار منزل فى طريقه ولم يرجع أبداً للمنزل، فانقلبت كل المشاعر للندم والحسرة لكن دون جدوى فمن يرحل عن هذه الدنيا لايعود.إن أروحنا وأبناءنا أمانة فى أعناقنا سنسأل عنها يوم الدين، وسوف نحاسب عنها حين نفرط بها أو نعرضها للخطر بعدم أخذنا بالأسباب واستهتارنا بما وهبه الله تعالى لنا وأمرنا أن نحافظ عليه ولا نهدره دون جدوى.فهذه رسالة للآباء الذين يسعون بظنهم لاسعاد أبنائهم وهم فى حقيقة الأمر يدفعون بهم للموت أو الإعاقة أو الإصابات التى قد تغير حياتهم للأبد رسالة لهم بأن الأبوة التى منحكم الله تعالى إياها أمانة فى أعناقكم وأرواح أبنائكم حين تفرطون بهم ستحاسبون عنها يوم القيامة.اعيدوا حساباتكم وفكروا ألف مرة قبل أن تعطوا أبناءكم مفاتيح السيارات، بالأخطار التى من الممكن أن تواجههم أو يتسببوا بها للآخرين ثم قرروا.