14 سبتمبر 2025

تسجيل

للمتحسرين. . بعد استفتاء أسكتلندا!

25 سبتمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يحاول البعض في السودان المقارنة بين نتيجة استفتاء أسكتلندا ونتيجة استفتاء الجنوب ويبدون حسرتهم علي الاستفتاء الذي أدى لانقسام البلاد وبالطبع كل يقدم وجهة نظره وحسرته من خلال اتجاهه وتصوراته.. وعلى عكس ما يقدم أولئك المتحسرين نعتقد أن مجرد طرح فكرة إجراء استفتاء في أسكتلندا لتقرير مصيرها مع بريطانيا يؤكد أن جنوب السودان كان عليه المطالبة بالانفصال منذ سنوات. .الاندماج بين أسكتلندا وبريطانيا يمتد لعقود ثلاثة وربما أكثر ولا فروق ظاهرة أو باطنة بين الشعبين.. حتى أن استطلاعات الاتجاهات الاجتماعية للأسكتلنديين في السنوات الأخيرة أشارت إلى ارتفاع عدد الذين يقدمون هويتهم على أنهم بريطانيون. وأشارت التقارير إلى شواهد كثيرة على تزايد الشعور بالهوية البريطانية بين الأسكتلنديين. كما أن استطلاعات أخرى أظهرت أن حوالي ثلث الأسكتلنديين يعتبرون أنهم أسكتلنديون وبريطانيون بقدر متساو..كل هذا الشعور لم يمنع مطالبة قطاع كبير من الأسكتلنديين بتقرير المصير. وإذا ما قارنا هذا الوضع بحال السودان يتضح أن خيار استفتاء الجنوب كان لازما وأن اختيار الانفصال كان صائبا.. فإذا كان المتوافقون طالبوا باستفتاء لتقرير مصيرهم. فمن الطبيعي أن يختار المختلفون الانفصال. ونقول للذين يبدون تعجبهم وحسرتهم علي نتيجة استفتاء الجنوب بعد اختيار الأسكتلنديين الوحدة. من قال بضرورة تطابق نتائج استفتائين اجريا في مكانين مختلفين. أما الذين يحاولون الإيحاء بأن الحكومة أو الشمال بصفة عامة لم يقدم ما يجذب الجنوبيين للوحدة عليهم مراجعة ما قاله خبير للقانون الدولي بعد تطبيق اتفاق نيفاشا الذي قدر للجنوبيين خصوصياتهم – فقد قال الخبير " إن إعطاء هذا النوع من الحكم الذاتي لسكان أحد الأقاليم بسبب اختلاف هويته الاثنية عن هوية أغلبية السكان يعتبر ممارسة لحق تقرير مصير داخلي يتطلب التخلي عن ممارسة حق تقرير المصير الخارجي.. ".. ورغم كل ذلك اختار الجنوبيين الانفصال بنسبة مائة في المائة! ففيم الحسرة إذن!!إن بعض أشكال المقارنة بين نتيجة استفتاء أسكتلندا ونتيجة استفتاء الجنوب يقفز فوق الحقائق ويرسم صورة وهمية بعيدة كل البعد عن الواقع. الحكومة الوطنية الأولى كانت مشكلتها الكبرى هي الجنوب. ومشكلة حكومة عبود كانت الجنوب.. وحكومة أكتوبر أضاعت وقتها في قضية الجنوب. وحكومة نميري كانت مشكلتها الجنوب. وحكومة سوار الذهب. ومن بعده الصادق المهدي. . ثم الإنقاذ.. وحتي الآن تعاني البلاد من تداعيات تلكم المشكلة! إن حال كهذا - بل هو كان أسوأ من هذا - ليس له علاج إلا بما آلت إليه نتيجة استفتاء الجنوب ولا شبه ولا علاقة ولا مقارنة بين أسكتلندا وجنوب السودان.