14 سبتمبر 2025
تسجيللعبة كرة القدم في قطر ليست رياضة فحسب، وإنما هي مرآة ينعكس عليها مدى تَـحَضُّـر ومَـدَنيَّـة المجتمع، بدليل أنَّ أيَّ قرارٍ يُـتَّـخَـذُ بشأنٍ يتعلق بها، يثير عواصف من القبول به أو الرفض له من قِـبَـلِ الشارع الرياضي، ويشدُّ الانتباه الشديد لمراحل تطبيقه وانعكاساتها ونتائجها. إننا نتحدث عن كونها جزءاً من الروح التي يُعَـبِّـرُ بها القطريون عن انتمائهم الوطني، ويتفاعلون معها إيجاباً حتى في أحْـلَكِ فتراتها. وهو ما نراه واضحاً في الصحافة المقروءة والمرئية والمسموعة، ولكنه يبدو في أعظم تجلياته في صفحات التواصل الاجتماعي المختلفة. من هنا، نتمنى من رئيس الاتحاد في رئاسته الثالثة والتي هي شبه محسومة نظرا لما شهدته العملية الانتخابية، أن يستمر النهج الديمقراطي الذي لحظناه في رئاسته الثانية، والقائم على إيلاء الاهتمام بالجانب المجتمعي عند اتخاذ القرار، بما يُرَسِّـخُ الشعور بالمسؤولية الوطنية عن نتائجه. وبالطبع، فإنَّ هذه العملية لا يمكن أن تُصاغ في قوانين ولوائح داخلية، ولكنها تُـؤَصَّـلُ بالممارسة العَـملية والتعامل الجِـدِّيِّ مع الصحافة كصوتٍ للشارع الرياضي لابد من الإصغاء إليه. إنَّ الشارع الرياضي القطري بحِـسِّـهِ الـمُتميز في قدرته على التفاعل مع الحَدَثِ الرياضي من مُنْـطَلَقٍ وطنيٍّ صِـرْفٍ لا تتدخل فيه العواطف والميول الشخصية، تَـفَـوَّقَ، في رؤاه وأطروحاته على المحللين ذوي النزعة الأكاديمية الحريصين على الشكل الفني والإداري، مما جعلَ الاحتكام إليه واجباً على المسؤولين الرياضيين. فهو البوصلة التي تشير إلى التقدُّمِ الفِـعلي في كلِّ الألعاب، وإلى مواضع الخلل والقصور فيها. تفاعلُ الجميع مع انتخابات رئاسة اتحاد القدم بإحساس والتزام وطنيين عاليين، يجعل من الواجب على الرئاسة الجديدة، بعد انتهاء الانتخابات رسميا، أن تتحدث عن رؤاها لما يجب عمله في تطوير النظام الداخلي واتخاذ القرارات في الاتحاد، ولكن الأهم هو أن تتحدث عن اتصال ذلك بتطوير اللعبة نفسها بما يسمح بتَـبَـوُّؤ الكرة القطرية المكانة اللائقة بها إقليمياً وقارياً ودولياً.