14 سبتمبر 2025
تسجيليعرف روتبرج مصطلح الدول الفاشلة (failed and failing states)، بأنها التي لم تعد قادرة على توصيل سلع سياسية إيجابية لشعوبها، ويقصد بالسلع السياسية: خدمات الأمن والتعليم والصحة والفرص الاقتصادية والرقابة البيئية والإطار القانوني للنظام العام والنظام القضائي لإدارتها ومتطلبات البنية الأساسية الضرورية من طرق واتصالات.. ويعد الأمن أكثر السلع السياسية أهمية لحياة الناس وأشهرها.وهناك عدة مقاييس لتصنيف الدول أهمها الصادر من مجلة «الفوريين بوليسي»، ويعتمد التصنيف على تحديد مؤشرات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية قابلة للقياس الكمي تُعبر عن وضع الدول، وعن كفاءة أداء ووظيفية نظام الحكم القائم وقدرته على القيام بالمهام المنوطة بالدولة في هذه المجالات، بحيث تعكس النتائج الإجمالية لهذه المؤشرات درجة فشل الدولة، لتصبح أعلى الدول حصولا على النقاط هي الأكثر فشلاً والتي تحصل على رقم (1) في القائمة، وهكذا تنازليّا حسب مجموع النقاط، وصولاً إلى أكثر الدول استقرارًا في نهاية القائمة صاحبة الترتيب الأخير. كما أن مؤسسة (بروكنغز) لديها مقاييس مشابهة بمصطلح «الدول الضعيفة»، تتعامل مع أربعة مؤشرات، هي النمو الاقتصادي، والمؤسسات السياسية، وخصوصاً قوة البرلمان، والأمن، والرفاهية الاجتماعية. ويميز تقرير «بروكنغز» بين دول فاشلة ودول ضعيفة ودول ذات وضع مقلق.الملاحظ انه في جميع المؤشرات لم تكن مواقع الدول العربية في معظمها مشرفة بما فيها الدول الخليجية التي تنعم بمستوى اقتصادي مستقر وغياب لحراك سياسي ومجتمع مدني فاعل، إلا انه بعد دخول المنطقة زمن الربيع العربي برز مفهوم الدولة المفككة Disintegrated أو المنهارة Collapsed، وهي دول تعاني من انهيار المؤسسات والقانون والنظام كلياً أو جزئياً تحت ضغوط، ووسط عنف متفجّر، والمثال الأقرب لها سوريا، وقد تقع في مستنقعها دول عربية أخرى مثل مصر وتونس واليمن، وأسوأ السيناريوهات أن تكون هذه الدول موجودة على خارطة العالم بشكل خارجي، لكنها على نطاق داخلي قد تتحول إلى مجرد أشباح وعالة على النظام الدولي؟!..