23 سبتمبر 2025

تسجيل

خنق غزة ومسؤولية العرب

25 أغسطس 2020

يجيء التصعيد الذي يشهده قطاع غزة بسبب تشديد إسرائيل حصارها للقطاع ليضاعف من حجم المعاناة والضغوط التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع. ففي ظل صمت عربي مطبق بل ورفض من الجامعة العربية للتجاوب مع ما تتعرض له القضية الفلسطينية من تصفية وعزلة عربية لم يتورع الاحتلال عن تشديد حصاره للقطاع، حيث حذرت جمعية رجال الأعمال في غزة أمس من أن نحو ألفي منشأة صناعية تضررت بشدة بفعل تشديد إسرائيل حصارها وإغلاق المنفذ التجاري الوحيد وما يتبع ذلك من توقف لجميع مرافق الحياة الاقتصادية في غزة وإصابتها بالشلل جراء تفاقم حالة الإغلاق والحصار المشدد للأسبوع الثاني على التوالي. إن على العالم العربي أن يدرك ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الذي لا يطالب سوى بحياة كريمة بينما تصر دولة الاحتلال على منع إدخال المواد المختلفة واللازمة لنشاط قطاعات الصناعة والخدمات والصحة ما ينذر بانعكاسات خطيرة ويهدد بانعدام الأمن الغذائي وارتفاع نسب البطالة والفقر وتفشي وباء كورونا الذي يكافحه القطاع بإمكانيات متواضعة. إن تركيز بعض وسائل الإعلام العالمية وإعلام دول الحصار، على رد فعل الضحية وترك الجاني يعكس فقدان العدالة الدولية إزاء التعامل المطلوب مع الشعب الفلسطيني والذي لم يرق رد الفعل العربي فيه في دول باتت تتقارب مع إسرائيل لمستوى دول وشعوب أمريكا اللاتينية التي لا تعادي إسرائيل ولكنها تنحاز في مواقفها للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال وليس بيده سوى المقاومة ليعبر عن احتجاجه إزاء الصمت الدولي والعربي. إن جهود الوساطة التي تشارك فيها دولة قطر والأمم المتحدة اليوم ينبغي أن تواجه بالترحيب فإن لم يكن فالصمت من جانب المرجفين يكون أفضل بدلا من التشويش على تلك الجهود التي يؤمل أن تؤتي ثمارها مع زيارة السفير محمد العمادي رئيس لجنة إعمار غزة إلى القطاع اليوم أملا في التوصل إلى تهدئة تحتوي التصعيد وترفع الحصار الخانق للشعب الفلسطيني.