31 أكتوبر 2025

تسجيل

السمنة.. في زمن الكورونا (1)

25 أغسطس 2020

القيود الجديدة التي فرضتها المملكة المتحدة (بريطانيا) في الآونة الأخيرة على إعلانات الوجبات السريعة، حيث تسعى في ذلك للسيطرة على مشكلة البدانة المتزايدة في البلاد، والتي تمَّ تحديدها مؤخراً كعامل في الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا. وحيث ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن وزارة الرعاية الصحية والاجتماعية البريطانية أعلنت أن الخطط تشمل حظر الإعلان عن الأطعمة الغنية بالدهون أو السكر أو الملح عبر التلفزيون والإنترنت قبل الساعة التاسعة مساءً. وكذلك سوف تطلب الحكومة البريطانية وضع ملصقات السعرات الحرارية على عبوات المشروبات الكحولية في البلاد، وحيث قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في بيانٍ له: "إن فقدان الوزن أمر صعب ولكن مع بعض التغيرات الصغيرة يمكن أن نشعر جميعاً بأننا أكثر لياقة وأكثر صحة إذا قمنا جميعاً بواجبنا، ويمكننا تقليل المخاطر الصحية التي نتعرض لها"، مع أن هذه القيود والاحترازات التي يؤكد عليها رئيس الوزراء تضع المزيد من الضغوط على قطاعات الغذاء، وتجارة التجزئة والدعاية والإعلام، والتي تعاني حالياً بالفعل من الإغلاق الاقتصادي المفروض للسيطرة على جائحة كورونا مع تعرض آلاف الوظائف للتهديد والفقدان، والتي تعاني منها بريطانيا أصلاً، وحيث قالت وزارة الصحة البريطانية إن ما يقرب من ثلثي البالغين البريطانيين يعانون من زيادة الوزن، وواحد من كل ثلاثة أطفال يتخرجون من المدرسة الابتدائية بوزن زائد كثيراً، كما أن الوزن الزائد للغاية يعرض الناس لخطر أكبر عند الإصابة بفيروس كورونا، ويضع ضغطاً إضافياً على خدمات الصحة الوطنية. والسِّمنة كما تُشير إليها إحصاءات منظمة الصحة العالمية أنها تُسبب سنوياً في أعباء صحية واقتصادية واجتماعية، وأن السمنة حالياً تؤثّر على أكثر من ملياري شخص في العالم، وأنه بحلول عام 2025 سيصبح عدد المصابين بزيادة الوزن والسمنة أكثر من 2.7 مليار شخص، وحيث يحتفل العالَم سنوياً باليوم العالمي للسمنة في (11) من أكتوبر من كل عام، وذلك في محاولة لزيادة الوعي بشأن مشكلة السمنة المتزايدة، وغيرها من الأمراض المرتبطة بالسمنة، وحيث كشف تقرير جديد لمنظمة الصحة العالمية من أنه بالرغم من الجهود المتواصلة لمعالجة السمنة في مرحلة الطفولة؛ فإن واحدا (1) من بين كل ثلاثة (3) مراهقين لا يزال يعاني من زيادة الوزن أو السمنة في أوروبا، وأن على الحكومات اتخاذ الإجراءات الطموحة في مجال السياسات لبلوغ هدف التنمية المستدامة لوقف الزيادة في البدانة لدى الأطفال. كما حثت الحكومات على القيام بمجهود تستهدف العناية بصحة الأطفال وكسر هذه الدورة الضارة من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة وما بعدها. وحيث تعتبر البدانة في مرحلة الطفولة واحداً من أخطر تحديات الصحة العامة في القرن الـ (21)، فالأطفال الذين يعانون من البدانة والسمنة هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، والربو وصعوبات النوم، وأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل، فضلاً عن الغياب عن المدرسة والمشاكل النفسية والعزلة الاجتماعية وغيرها. وللمقال بقية الأسبوع المقبل. [email protected]