تباشير سلام أفغانستان

تستضيف الدوحة منذ نهاية العام الماضي مناقشات بين حركة طالبان والحكومة الأمريكية، توصلا بعدها إلى اتفاق ينص على مرحلة انتقالية مدتها 14 شهرا، وتشكيل حكومة مؤقتة في كابل تشارك فيها طالبان بوزارات سيادية، مع استمرار النقاش حول رفض طالبان استمرار واشنطن في تقديم الدعم لحكومة كابل خلال المرحلة الانتقالية. وفرت دولة قطر أجواء إيجابية للمفاوضات بين الطرفين، بهدف إيجاد طريق دبلوماسي لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، وإنهاء معاناة الشعب الأفغاني الذي يتطلع للسلام ويستحقه، ووقف الحرب التي اندلعت قبل 17 عاماً، مع وجود رغبة متبادلة لدى الطرفين للتحرك بسرعة وإحراز تقدم ملموس. لقد رحبت دولة قطر في البداية بالوساطة بين طالبان والولايات المتحدة واعتبرتها تطورا مهما وملموسا في محادثات السلام في أفغانستان، وعبرت عن الأمل في تحقيق المحادثات النتائج المرجوة منها لتحقيق السلام الدائم في أفغانستان. حظيت الجهود القطرية على إشادة الطرفين الأمريكي والافغاني حيث قدم المبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد الشكر لدولة قطر وحكومتها على المشاركة البناءة وتسهيل جولة المفاوضات، بوضع اللمسات الأخيرة على بنود مسودة لاتفاق ينهي الحرب الأفغانية. لقد أوجدت قطر للغة الحوار والتفاوض مكاناً بين الدول، من خلال سعيها لعقد لقاءات تُنهي القتال والتصعيد والخصومات، فالوساطات القطرية أصبحت عملاً مألوفاً للدوحة، وتاريخها السياسي الحديث يشهد على حضورها في كثير من القضايا الإقليمية والدولية الشائكة، خلال السنوات الماضية، وحلها لكثير منها، من خلال التوسط وعقد المفاوضات واللقاءات، والاتفاق بين طالبان وواشنطن خير دليل.