15 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف تخرج من تلك البقعة؟

25 أغسطس 2015

هل شعرت يوماً بالغربة وقد امتدت إلى نخاعك حتى بدأت تستنكر ما حولك وتنكر وجوده، دون أن يتوقف الأمر عند ذاك الحد، ولكنه ما قد تجاوزه؛ ليصل إليك، فأخذت تسأل ماذا عساي أن أكون؟ وما الذي جاء بي إلى هنا؟ ولماذا بدأت بهذه الأسئلة؟ وما الذي سيأتي من بعدها؟ فكان وأن تورطت وبشكل كافٍ بسلسلة من الأسئلة الجادة التي لن تُفسح لك المجال؛ كي تسير؛ لتُدرك الإجابات التي تستطيع انتشالك من تلك البقعة فتعود إلى أرض الواقع حيث واقعك، وكل تلك الحقائق التي تحيط بك من كل جانب، ولا تستطيع الفرار منها وبشكلٍ دائم، فهي تدرك كما تدرك تماماً أنك وفي نهاية المطاف ستعود حيث كنت؛ لتبحث عن الصواب الذي يمكنك العيش به ومعه بسلامٍ سيُرضيك وجوده، حتى وإن كان ذلك بشكل مؤقت (وليس وهمي)، ستطيب لك معايشته كما سيطيب لنا وصولك إليه حيث هو، بقدر ما سيطيب لنا معرفة الكيفية التي ستصل بك إلى هناك، وهو ما سندركه اليوم. في البداية ومن قبل خوض أي شيء فلابد لك وأن تدرك أن بلوغ تلك الحالة لن يكون من فراغ، ولكن لفراغ ستعيشه — ولأي سبب من الأسباب — في مرحلة من مراحل حياتك متى بلغتها تلك (المرحلة) حتى ستشعر أن الأمر لا يقوم على ظهر ما ستطرحه من أسئلة، ولكن على ظهر ما تنوي فعله؛ كي تُخرسها بإجابات ستُعيدك إلى صوابك متى راجعت نفسك وحاسبتها على كل ما قد كان منها حتى تصل بذلك لنقطة النهاية التي ستحسبها كذلك، دون أن تعلم بأنها نقطة البداية، التي يجدر بك الانطلاق منها ومن جديد نحو حياة أخرى تعني لك الكثير، ففيها الأمل الذي تعيش به ومن أجله، والسعادة التي ستخطفك من أحزانك، وهو كل ما سيكون لك شريطة ألا تغفل حقيقة جوهرية ألا وهي أن تلك البداية التي تحتاج إليها لن تكون لك بسهولة، فتحظى بها بمجرد أن تقرر تغيير نمط حياتك؛ كي تبدأ من جديد حيث كل ما تريده، بل وعلى العكس تماماً ستكون صعبة كما هو الوصول إليها، فهي تلك التي تحتاج منك إلى تهذيب ما قد كان منك في السابق؛ لفك كل العقد التي تكونت؛ نتيجة لإهمال سابق أو تقصير كان منك في مكانٍ ما من حياتك، لربما لم تلتفت إليه كما يجب، وانشغلت بأمور أخرى سلبت تفكيرك؛ لتمضي دون تركيز نحو أشياء أخرى لا قيمة لها، ولا تستحق منك كل ما قد بذلته من جهود في سبيل الوصول إليها، وكان من الأفضل إن ضاعفت تركيزك؛ كي تحل العقد قبل أن تكون وتكبر؛ لتأخذ حجماً أكبر من حجمها سيشغلك دون شك ولدرجة لن تجد معها نفسك، التي تستطيع مساعدتك على الحصول على كل ما تريده؛ كي تتضح بها ومن خلالها كامل الصورة، ولكنها لن تتمكن من فعل ذلك؛ بسبب انشغالك كما ذكرت آنفاً، وعدم اهتمامك بها. حين تصل لمرحلة ستشعر فيها بالغربة وقد امتدت إلى نخاعك فهذا يعني أنك تفر بعيداً عن ماضٍ كنت منه وفيه، وقد تشعر بالحنين إلى ما كان لك فيه، ولكن خوفك من أن تعيش ذات الغربة التي لن تجد فيها نفسك كما تريد، سيجعلك تقبل بالوقوف حيث أنت حتى يهدأ بالك، أو أن تجد لتلك الأسئلة — التي ستظهر من أمامك فجأة؛ باحثة عن حقها منك — تلك الإجابات المُرضية، أو أن تخرج بذاتك من حيث كنت مع كل ما كان يعجبك منك؛ لتستشعر جمال ما ينتظرك ولازال يفعل حتى تقتنع به وتُقبل عليه، وحتى تفعل وتجد ضالتك نسأل الله التوفيق لك وللجميع (اللهم آمين). ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]