17 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر وسلام المنطقة

25 أغسطس 2014

فرضت جرائم تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية "داعش" التى تواصل ارتكابها سواء فى العراق او سوريا، نفسها على الساحتين الاقليمية والدولية، فقد صدم المجتمع الدولى وهو يتابع تلك الجرائم التى وصلت — بكل اسف — الى حد المجازربحق الابرياء، وخاصة ما جرى فى بلدة "سنجار" بشمال بالعراق ضد بعض الطوائف من غيرالمسلمين، الذين تعرضوا عشرات الالوف منهم للقتل والتشريد، فضلا عن سبي النساء وقتل بعض الرهائن والمخطوفين من الاعلاميين والتهديد بقتل اخرين، كل هذه الاعمال التى تتنافى مع ابسط قيم وتعاليم ديننا الاسلامى الحنيف، كانت وحدها كفيلة باثارة غضب المسلمين والعرب من الافعال المخجلة والمزرية التى يرتكبها مسلحو التنظيم باسم الدين، بينما الدين منها براء، لانه يحرم قتل النفس ويدعو الانسان الى اعمارالارض، لا الافساد فيها وتخريبها بنشرالموت والدمارهنا وهناك. وهكذا نجح التنظيم بامتياز بفضل حماقاته وافعاله الدموية المقيته المرفوضة، فى"استعداء" المجتمع الدولى، فرأينا القوى الغربية "تجيش وتسلح " ضده، حتى وصل الامرالى استهدافه عسكريا، كما هو الحال فى شمال العراق حيث تدك الطائرات الامريكية معاقل التنظيم لوقف تمدده بعد ان باتت شروره واخطاره تهدد العالم كله.وعلى المستوى الاقليمى العربى جاء اجتماع لجنة "اصدقاء سوريا" في جدة امس للبحث فى تداعيات تمدد التنظيم وانتهاكاته التى راحت تحدق بكل المنطقه، وقد شاركت قطر فى الاجتماع بوفد ترأسه سعادة الدكتورخالد بن محمد العطية وزيرالخارجية، حيث ناقش الاجتماع الذى حضره وزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصرالعربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، تطورات الملف السوري، وآخرالتطورات بالمنطقة، بضوء تلك التداعيات والممارسات التى تسيء الى الاسلام والمسلمين، وتسهم بقوة فى ترسيخ الصورة النمطية السلبية عن الاسلام، تلك التى قدمها — بكل اسف واسى — تنظيم القاعده للعالم خلال "التفجيرات العبثية" التى نفذها فى نيويورك يوم الحادى عشر من سبتمبرعام 2001، ومابعدها من جرائم ارتكبت فى بعض العواصم الاوربية والاسلامية، والتى كانت حصيلتها ان المسلم اصبح موضع شك ويخضع لاشد الاجراءات الامنية فى كل المطارات والسفارات الغربية!!لقد دفعت حماقات وافعال تنظيم "داعش" بملفى العراق وسوريا الى منطقة خطرة ومفترق طرق اشد وعورة، وهو ما استدعى هذا التحرك من قبل الاصدقاء العرب للشعب السورى، للبحث فى مخرج يحمى سوريا والعراق وينهي كل مظاهرالعنف هناك، وبالتالى تجنيب المنطقة ويلات حروب طائفية ومواجهات مجنونة بلا اى معنى يستهدف فيها المسلم شقيقه المسلم، وهى خطوط حمر يعقل ويدرك خطورتها ويقدر تداعياتها عقلاء الامة والحريصون على مستقبلها، ولعل البيان الذى نشر فى لندن امس الاول عن سعادة وزيرالخارجية، يعكس ويترجم تلك المخاوف فى دعوته الى تحرك جماعى لانهاء العنف فى سوريا والعراق، بعد ان جدد رفض الدوحة لفكر الجماعات المتطرفة، وحرصها على ارساء دعائم السلام والاستقرار فى المنطقة.