12 سبتمبر 2025

تسجيل

شتان بين الميزانين

25 أغسطس 2013

الكل يعلم أن رب العالمين قد فضل بعض الرسل على بعض ممن ورد ذكرهم في القرآن الكريم وأتى بدروس وعبر لمن يعتبر من قصصهم فمنهم من كلمه الله ومنهم من ألقى عليه محبته ومنهم من يُحيي الموتى ويُشفي الأبرص بإذن الله ومنهم من يفهم لغة المخلوقات الأخرى كالنمل، ونأخذ سيد الأولين والآخرين عليه أفضل الصلاة والتسليم الذي أُعطي الشفاعة وكثيراً من المعجزات التي يعرفها الجميع لحكم يعلمها رب العالمين وفي ميزانه العادل فقط، كذلك بالنسبة للملائكة عليهم السلام وليس كحال بني البشر فيما بينهم ففي ميزانهم المختل نشأت أمور سلبية كثيرة لها انعكاسات على المجتمعات وتصيبها بآفات شتى!! فمادام نظام المساواة في عالمنا العربي خاصة وفي الإسلامي والعالم الثالث برمته مختل لكن بدرجات متفاوتة بقسط أو بدون لصعوبة ضبطه حتى على امتداد فترات العالم الإسلامي التاريخية باستثناء زمن رسولنا الكريم، ففي زمننا الحالي نتيجة فهم البعض فهم خاطئ للتفضيل في الرزق نشأت الطبقية والتعالي على الناس والفئوية وخاصة عندما تكون الأيادي للبعض سخية فأعطت البعض فوق ما يستحق دون الآخر برغم ثرائهم الفاحش بل أكثر من ذلك لدرجة أن وصلت في بعض المجتمعات أنه يريد كل شيء بالمجان من الألف إلى الياء حتى في الأشياء الكمالية دون حياء أو حساب لما يتناقله الناس؟؟. وأصبح حديث المجالس عن الهبات والعطايا للبعض دون حساب ودون قانون ولم يقدموا شيئا للأوطان من بطولات أو تضحيات حتى تفشت ظاهرة الحسد البغيض وانتشر الفساد انتشار النار في الهشيم وتكونت لدى البعض قناعات وخاصة ممن يرون هذه الموافقات للبعض والعطايا التي تمر من خلال القنوات الرسمية؟؟ فقد يقول ضعاف النفوس لماذا هذا يأخذ وأنا لا وكلنا عيال قرية وكلٍ يعرف خيّه لماذا؟؟ فمن هذا المنطلق وهذا العذر يقل الإخلاص في العمل وتقل الإنتاجية وكلما سنحت الفرصة لكي يأخذ فهو لا يتردد فهذا سبب مباشر لكثير من السرقات والإختلاسات الكل قد يبيح لنفسه ويصور لها سوء عمله بانه صالح؟؟ حتى مخالفة القوانين التي نراها من البعض ربما على أملاك الدول عندما يرون غيرهم يأخذ ما يشاء والقانون لايرى لا يبصر، يكون مبررا للتعدي فقد لا تضع الدول لمثل هذه الأمور بالاً وهو ينخر كالسوس في المجتمعات ويكبر بسببه الفساد ومن ثم نطلق شعارات مكافحة الفساد الظاهر الرنانة ونترك السبب المباشر؟؟وقد يدرج البعض تفضيل البعض على الآخر من باب الأرزاق المعروفة التي يفتحها رب العالمين للبشر فقد فضل بعضهم على بعض في الرزق وجعل البعض لديه ما يكفي لأجيال متعاقبة من ذريته وجعل البعض قد لا يجد قوت يومه ويسأل الناس، لكن ما بال الذين فضلهم الله على غيرهم في الرزق لايكتفون بذلك وإنما يريدون كل شيء؟؟؟