15 سبتمبر 2025
تسجيلأُشبه الدين الإسلامي الحنيف بسفينة سيدنا نوح عليه السلام فمن ركب فيها سلم من المصير المحتوم ألا وهو الغرق والموت والخسران المُبين في الدنيا والآخرة فهم لم يستمعوا لنصيحته وأنه عليه السلام يريد لهم الخير والفوز والفلاح .. ولكن بطبع الإنسان بأنه جهول ظلوم عاند وأصر على المعصية وصمّ أذنه عن سماع قول الحق ولم يُلق بالاً للنصيحة وكان الغرق مصيره المحتوم ؟ّ! وكذلك حدث مثله في سفينة الخير سفينة الإسلام والتي تعب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لكي نركب فيها بأمان وأمان لتبحر بنا في طريق الإسلام والإيمان والصلاح والفلاح والفوز بالجنة والنعيم الدائم وتبعدنا عن النار والعياذ بالله منها ومن أهوالها ؟! ولكن للأسف بدأ الكثيرون من أبناء المسلمين بعد أن أوشك على الوصول بسلام إلى بر الأمان وبلوغه الهدف المنشود ونيل المُنى بالقفز من هذه السفينة المباركة إلى بحور الغفلة والضياع وارتكاب المنكرات وجميع المخالفات الشرعية والغرق فيها ؟! بل البعض منهم بعد أن أكرمه الله بالإسلام أصبح جاحداً بأنعم الله ناكراً للمعروف وأخذ يحارب الله ورسوله وعباده الصالحين ويعيث في الأرض فساداً وأخذته العزّة بالإثم وأصبح قلبه قاسيا بل أشد من الحجارة قسوةً ؟! فلم تعد تؤثر فيه الكلمة الطيبة ولا الموعظة الحسنة ونسي بأن هناك حسابا وعقابا بانتظاره وأنه سوف يغادر الدنيا في أي لحظة وسوف يأتيه الأجل المحتوم حتى ولو سكن في بروج مشيدة أو في قاع البحار والمحيطات أو حتى دخل الكهوف أو المغارات أو حتى حرسته قوى الأرض قاطبة لا تستطيع أن تمنع عنه ملك الموت أن يصل إليه ؟! فبالله علينا إذا علمنا بأننا ضعاف أقل مرض ربما يجعلنا طريحي الفراش لا نقوى على الحراك فلماذا لا نعود إلى رشدنا ونستغفر الله ونندم على ما فعلنا فسبحانه مسامح كريم يغفر الذنوب ولا يبالي فهو جل جلاله يفرح بعودة العباد إليه وكل البشر خطاءون ولا يوجد من هو معصوم منه ولكن خيرهم التوابون فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يُنسينا شيء عن الآخرة لا جاه ولا ثروات ولا سلطان ولا قوة .