16 سبتمبر 2025
تسجيلالتحكم في الانفعالات والتقاط الأنفاس قبل الرد يحتاج إلى تدريب ومهارة، فغالباً ما تسبق ردة الفعل التفكير، ولهذا قد يضع الشخص نفسه في مواقف لا يُحسد عليها أو أنه يتعرض للإحراج أو يخسر من حوله بسبب التسرع في اتخاذ القرارات أو ردود الأفعال غير المنطقية أحياناً، فمثلا قد يخسر أحدهم صديقه بسبب وشاية أو خبر تم نقله بالخطأ عن صديقه ودون أن يتحقق من ذلك، وأحد المسؤولين قد يتخذ إجراء ضد موظف بسبب قصص ملفقة من أحدهم وقد يتسرع ويفقد موظفاً كفؤاً جراء ذلك، وربما زوجة تقرر إنهاء زواجها بسبب إشاعة وصلتها عن زوجها أو سوء فهم في موضوع دون أن تتريث وتحاول فهم الأمور، ولو تأملنا حياتنا سنجد أننا مررنا بمواقف كثيرة كانت ردة فعلنا فيها سريعة وأحياناً كنّا على صواب وكان قرارنا حكيماً رغم سرعته، في المقابل في بعض المواقف تمنينا أن يعود بنا الزمن للوراء لنقرر قراراً آخر ولتكون ردة فعلنا مغايرة لما قمنا به. الكلمات التي ننطقها ما هي إلاّ تعبير عن انفعالاتنا، ومتى ما كنّا تحت ضغط فقد ننطق بما لا نتمنى، كما أن بعض ردود أفعالنا السلبية تكون بسبب شحن أو ضغط أحدهم علينا مما يفقدنا القدرة على التحمل، خاصة إذا ما كانت نقاط ضعفنا واضحة فيمكن استغلالها بسهولة لتكون ردة الفعل عنيفة وقد تضعنا في موقف لا يمكننا إصلاحه ولا تبريره، وقد يحاول أحدنا الرجوع عن موقفه إذا ما تيقن أنه تسّرع في ردة فعله أو قال كلاماً ليس من المفروض أن يقال، وهذا شيء طيب، ولكن المشكلة عندما يعلم أحدهم أنه على خطأ وأنه ردة فعله مبالغ بها لكنه يكابر ولا يعترف ولا يحاول إصلاح ذلك، بل قد يزيد في تشويه صورته ويقوم بسلسلة من الأخطاء المتكررة. وأحد الأمثلة على ردة الفعل السريعة تلمسها في شبكات التواصل الاجتماعي خاصة توتير فإذا ما كتبت تغريدة عن أمر ما يرد عليك البعض ردوداً (غبية ومتحاملة) وكأن بينك وبينه عداوة دون أن يحاول فهم وجهة نظرك، والتي لست مسؤولاً عن شرحها لكل قارئ، فالبعض أفكاره محدودة ومهما حاورته فيكون حواراً عقيماً، والبعض يعاني من خلل نفسي فيحب أن يخالفك الرأي أو يعبر عن رأيه بتعصب ووحشية، والبعض عوضاً عن أن يرد عليك بموضوعية يشخصن الأمور، وهذا ما يعاني منه الكثير فعندما لا يجدون حجة قوية لمحاربة أحدهم يتمحورون حول شخصية الشخص وينقبون في ماضيه وانتمائه وعائلته ويكذبون الكذبة ويصدقونها ويروجون لها، فهذه الفئات لا تشغل بالك بها ولا تضيع وقتك في الرد عليها أو محاورتها لأنه لا فائدة من ذلك، فأمض في طريقك ومن فهمك وقّدر أفكارك احترمه وحاوره بالحسنى ومن لم يقم بذلك فألغه من قائمتك ومن حياتك ولا تعطه أكبر من حجمه فالبعض نحن من نصنع منهم شيئاً باهتمامنا بما يقولون ويفعلون في حين أنهم لا يشكلون أهمية ولا أغلبية في حياتنا. * لا تستعجل في إطلاق أحكامك واتهاماتك وانتقاداتك للآخرين كما لا تكون ردة فعلك قاسية قبل أن تتحقق من صحة ما يقال وما يصلك. * لا تقرر وأنت في قمة العصبية والتوتر، كما لا تحاول أن ترمي الناس بالحجارة وأنت تعلم أن بيتك من زجاج. * الأزمات أثبتت أن الكثير يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي متخفياً هدفه إثارة الفتن وتأجيج الرأي العام. [email protected] @amalabdulmalik