24 سبتمبر 2025

تسجيل

التغير المناخي ورؤية قطر

25 يوليو 2021

من كندا وغرب أوروبا إلى الهند والصين، وحتى شرق آسيا، خلفت الكوارث الطبيعية غير المسبوقة، من ارتفاع درجات الحرارة إلى العواصف والامطار الغزيرة والفيضانات والانهيارات الأرضية مئات الضحايا في كل بلد، وعزلت مئات المناطق وشردت مئات الآلاف من السكان الذين فقدوا الأحباء والمأوى والممتلكات. لقد بدأ العالم يواجه فعليا الآثار المرعبة والكارثية للتغير المناخي، حيث اجتاحت موجات جوية قاسية مناطق عديدة من أنحاء العالم خلال الأسابيع الأخيرة، ولعل الكوارث التي خلفتها تعيد التذكير من جديد بالتداعيات البالغة الخطورة لهذه الظاهرة على كافة أشكال الحياة، بما فيها الحياة البشرية، وما جرى هو رسالة تحذير قوية تنذر بالخطر الذي يهدد جميع البلدان، المتقدمة والنامية على حد سواء، الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي التعاون ومضاعفة الجهود المشتركة لمواجهتها والحد من تداعياتها، قبل أن نواجه ساعة الحقيقة. لقد ظلت دولة قطر ومنذ وقت مبكر، تضطلع بمسؤوليتها كشريك فاعل في المجتمع الدولي لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، حيث استضافت في عام 2012، الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ، كما استضافت منتدى الدوحة للكربون والطاقة، وهي لم تدخر أي جهد في إنجاح مفاوضات اتفاق باريس للمناخ عام 2015، فضلا عن جهودها المتقدمة على المستوى الوطني، حيث يمثل تطوير التقنيات المراعية لتغير المناخ وتبني الطاقة النظيفة، وغيرها من الاجراءات جانبا رئيسيا من رؤيتها الوطنية 2030. إن قطر وفي اطار حرصها على التعاون المشترك لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة ورؤيتها الاستشرافية، ساهمت بمبلغ 100 مليون دولار لدعم الدول الجزرية الصغيرة النامية والدول الأقل نمواً للتعامل مع تغير المناخ، كما تعمل ومن خلال صندوق الثروة السيادية، وهو عضو مؤسس في صندوق الثروة السيادية العالمي “كوكب واحد”، على تسريع الجهود لمراعاة قضايا تغير المناخ، والمساعدة على تحقيق الأهداف المناخية لاتفاق باريس.