18 سبتمبر 2025
تسجيللا شك بأن القرآن الكريم حافل بالقصص وأخبار أقوام كثيرة من قبلنا وما حدث فى تلك السنين الغابرة وما يحصل الآن وما سوف يحدث فى المستقبل من أخبار غيبية ساقها الله جل شأنه وتنزه عن كل نقص من أجل الحذر والتحذير منها ولأخذ العبر والدروس لكى يتعظ منها هذا الانسان الجهول الظلوم؟؟ ومن هذه الأخبار، أخبار سيدنا سليمان عليه السلام هذا النبى الكريم الذى اعطاه الله سبحانه ملكا لا ينبغى لأحد من قبله، فلقد سخر الله له قوة خارقة وقوة لا طاقة لأحد بها وقوة فوق مستوى تفكير بني البشر وسخر له أشياء نقول عنها انها القوة الطبيعية مثل الرياح وهى بيد الله لا دخل للطبيعة بها. فكم أهلك الله بها من أقوام من قبلنا وجعل ديارهم أثراً بعد عين يرسلها الله لمن يشاء رحمةً او عقابا عندما يتجاوز بنو البشر الخطوط الحمراء فى ارتكاب المحرمات ومختلف المعاصى والذنوب وظلم النفس والغير. ولكن سيدنا سليمان عليه السلام لم يغتر بما يملك من مُلك عظيم وقوة جبارة تهد الجبال بل كان عبداً لله عز وجل شاكراً لأنعمه ولم يكن جباراً مُتجبراً فى الأرض مزهواً بقوته. فعندما أتاه طائر الهدهد من سبأ بنبأ عظيم قال وجدتهم يعبدون الشمس من دون الله ولهم ملك عظيم فأرسله سيدنا سليمان عليه السلام بكتاب الى ملكتهم بلقيس يدعوها وقومها الى ما أرسله الله به وكانت الملكة بلقيس تأخذ بمبدأ الشورى وشعارها التعقل وأول ما قالت أُلقى علي كتاب كريم وانه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم ، ألا تعلو علي وأتونى مسلمين لم يكن فى لهجته متجبراً وانما هينٌ لين وكان بامكانه أن يُجبرهم على ذلك بمبدأ القوة التى كانت تحت تصرفه لكنه أخذ بمبدأ ليّن وهو الحكمة والموعظة الحسنة، كذلك بلقيس لم تستمع لقومها عندما قالوا نحن أهل قوة وبأسٌ شديد والأمر لكى فأرسلوا له العطايا والهدايا ليدعهم وشأنهم، برغم ان ذلك لا يساوى شيئا من ملكه العظيم. فكان سيدنا سليمان حليما عليهم ولديه جنود لا قبل لأحد بهم فطلب ممن عنده أن يحضر عرشها عنده فقال أحدهم أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك هذا فقال الذى عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد طرفك الى آخر القصة التى يعرفها الجميع، وفى زمننا هذا الذى غاب عنه العقلاء الذين يأخذون من العبر والدروس فبدل أن يحمدوا الله عز وجل على ما أعطاهم من النعم العظيمة وأهمها نعمة الاسلام الذى لم يقدروه حق قدره وهذه الثروات الضخمة الكفيلة بانتشال فقراء المسلمين من الفقر والحاجة والحرمان إلا أنهم وظفوها فى قنوات محاربة الاسلام وأهله وقتل ابناء المسلمين وتخريب ديارهم. وامتهنوا مهنة قطاع الطرق فى سلب الأخ الشقيق والطمع فيما عند الجار واشغال بلاد العرب فى المشاكل والحروب والفتن. لكن الله عز وجل عزيز ذو انتقام سلط عليهم النصاب العالمى الذى يزن السياسة من منظور اقتصادى بحت بان يسلب أموالهم وصناديقهم السيادية الممتلئة بالمليارات وجعلت وباء عليهم فى الدنيا وكذلك سوف تكون فى الآخرة واذا خلصت سوف يأخذ ما عندهم من مال خاص في البنوك الخارجية.