26 أكتوبر 2025

تسجيل

إن كنت تريد الأفضل فلتحرص على تقديم الأفضل

25 يوليو 2015

تقديم أفضل ما لدينا كبشر يعتمد على ما نحن عليه، وما يُخفيه القلب في أعماقه، فإن كان خيراً كان منا كل الخير، وإن خالف ذلك فلاشك أننا لن نحظى إلا بالشر، الذي سيأتي على دفعات، ستتحكم بها رغباتنا الدفينة، والتي لن نتمكن من إدراك حقيقتها بسهولة، فهي لن تقبل بالظهور كما هي؛ خشية مواجهة الرفض القاطع الذي سيُوقفها عند حدها؛ لذا ستحرص على التقرب منا أكثر فأكثر حتى تكشف كل ما لديها، وهو ما يمكن حدوثه متى غاب الوعي، وفر الإدراك بعيداً عنا، ولكنه ما لن يكون متى تم الضبط ووقع التحكم الصحيح للنفس، وذلك بتهذيبها كما يجب؛ كي تصبح قادرة على إظهار كل ما فيها من خير تحتاجه بقدر ما يحتاجه غيرها. إن تهذيب النفس وتربيتها على فعل الصواب (فقط) بتطهير ما في أعماقها من أحقاد تراكمية، ورواسب مرضية يمنحها القدرة الكافية على تجاوز أخطاء الآخر، التي قد تقف كعقبة تمنعها من متابعة الحياة وإدراك ما فيها، فنحن وحين نعيش لا نعيش من أجلنا فقط، بل من أجل غيرنا ممن يشاركوننا الحياة، ويعيشون معنا الكثير من اللحظات، التي يحفظها الماضي في صدره، فإن عاد بنا الزمن إلى الوراء قليلاً عشنا تلك الذكريات الجميلة، وكأننا نفعل وللمرة الأولى، دون أن نُغير ما فيه إلا إن كان ذاك الذي يعاني من الكثير من الأخطاء، التي تستحق منا مراجعتها في سبيل تصحيح ما كان وسيكون، فنخرج بنتيجة عظيمة ألا وهي المحافظة على جميل العلاقات التي تربطنا ببعضنا البعض. إن الحاجة إلى تهذيب النفس يجعلنا نرتقي أكثر، ونسمو فنتميز بكل ما نتمتع به، وهو كل ما سيقودنا وبشكل تلقائي نحو حياة صافية خالية من الأحقاد التي تُدمر العلاقات، والمتكونة بسبب الغرور الذي يُجبر البعض على الترفع عن الآخرين، وعدم النزول عند رغباتهم البسيطة، التي تعني لهم الكثير ويمكنهم من خلالها مشاركتنا أجمل اللحظات، التي لن تكون إلا إن سمحنا بذلك، وهذبنا النفوس، بل وعلمناها معنى التجاوز عن الأخطاء غير المقصودة التي لا يجدر بنا الوقوف عليها كل الوقت حتى تتوقف عقارب الزمن عن الحركة. أحبتي: لا يمكن بأن تكون الحياة ما لم تكن المحاولات المستمرة التي تعينها على الاستمرار، وهو كل ما يمكننا تحقيقه بالتفكير ملياً بطبيعة العلاقات التي تربطنا ببعضنا البعض، والتي تحتاج إلى نفوس مُهذبة تُدرك ما يجدر بها فعله في الوقت المناسب وبالشكل المناسب أيضاً، والحق أننا وإن تمكنّا من تحقيق ذلك فسنحظى بكل ما نريده لنا كما نريد بإذن الله تعالى، وهو ما لا يكون بحسب ما يتمتع به الآخر، ولكنه ما سيترجم ما نحن عليه من الأصل، فإن كان الخير للآخر فلأنه ما سيكون منا أولاً يعقب ذلك مدى حاجة الآخر للخير الذي نتقدم به؛ كي يكون، ونخرج به بكل المُكاسب المرجوة، وبما أن الأمر يتعلق بالمكاسب، فلقد قررنا تسليط الضوء على هذا الموضوع على أمل أن نخرج منه بكل الفائدة، وعليه إليكم ما هو لكم. من همسات الزاوية ما يخرج منك يعود إليك؛ لذا حاول إخراج أفضل ما تتمتع به؛ كي تحصد وفي المقابل ما يليق بك وبما كان منك، ولا تحزن من أولئك الذين يحرصون على تدمير جهودك ومحاولاتك، بل تابع ما قد بدأته كما خططت له؛ لأنك وإن فعلت فستنجح بإذن الله تعالى.