13 سبتمبر 2025

تسجيل

غزة.. تقاطعات الشرق والغرب

25 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أرادت إسرائيل بعدوانها الحالي على غزة قطع الطريق أمام حكومة الوفاق الأخيرة ، وإضعافها، ووئدها قبل أن تتوسع رئتاها وتخرج للحياة من أجل الدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة. ‏وأرادت أيضا أن تنهي بأقل التكاليف البنية التحية للمقاومة، فتصبح ضعيفة لا تقوى على أي رد للخروقات الإسرائيلية الرعناء.{‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏ ، ويستكبرون في الأرض ، ويحيقون المكر السيئ، وهاقد ارتد المكر السيئ بأهله.فها هي الفصائل الفلسطينية تكبد العدو الإسرائيلي خسائر جمة ، وترهب شعبهم، وتتوحد على قلب رجل واحد، أجنحة عسكرية كانت أو سياسية، تنشد المجد والكرامة متوكلة على الله وحدها، عاقدة العزم على السير في طريق المقاومة أمام الكيان الصهيوني المغتصب المجرم حتى يعيش الفلسطيني حياة آدمية كريمة. المأساة الإنسانية وجرائم الحرب التي تحدث في غزة تستوجب من العرب وقف كل التقاطعات والخلافات السياسية، والتوحد نحو هدف استراتيجي محدد وهو حماية الشعب الفلسطيني ووقف آلة الإجرام الإسرائيلي التي تعيث في أرواح المدنيين الأبرياء دون أدنى محاسبة أو ردع من قبل المجتمع الدولي المتخاذل. في الأيام القليلة الماضية نشطت الدوحة وعمرت بزيارات مهمة على سياق الأزمة. في ظني ومن خلال متابعتي لنتائج كل الزيارات أعتقد أن الدبلوماسية القطرية ضربت عشرة عصافير بحجر واحد وأحرزت سبقا منظورا أصفه بالإنساني قبل أن يكون بالسياسي، خصوصا عندما قال وزير خارجية قطر خالد العطية إنه ليس هناك مبادرة قطرية خاصة لوقف إطلاق النار في غزة، وأن بلاده قامت فقط بنقل مطالب الشعب الفلسطيني.فمن خلال هذا الموقف الحكيم نجحت قطر أولا في إبداء روح طيبة وبادرة حسن نوايا أمام كل الأطراف الإقليمية من أجل فتح باب الطريق لعمل عربي جماعي مشترك لحل الأزمة. ثانيا قفلت قطر الباب نهائيا أمام إمكانية فتح سوق مبادرات دولي أو تنافس سياسي إقليمي بينها وبين أي دولة أخرى على حساب المأساة الإنسانية الكائنة في القطاع ، خصوصا عندما قال وزير الخارجية إنه ليس مهما من يحقق شروط الشعب الفلسطيني، إذا تحققت له العدالة. ثالثا أرسلت قطر كذلك رسالة سياسية قوية لإسرائيل بعد أن وصفت الأخيرة تركيا وقطر بالوسيطين غير الحياديين، مضمونها أن قطر لا تصيغ حلولا أو أفكارا بالنيابة عن الشعب الفلسطيني، الذي هو الأدرى والأولى بصوغ مطالبه المشروعة التي ظل يتجاهلها المجتمع الدولي مرارا وتكرارا أمام المفاوض من الطرف الآخر الإسرائيلي.رابعا إصرار المجتمع الدولي على وصف حماس بالإرهابية، ورفضه التحاور معها مثل عقبة رئيسية أمام أي مخرج عقلاني للأزمة الفلسطينية في السابق، لذلك كان من الضروري أن تلعب أي دولة عربية دور القناة لنقل مطالب الشعب الفلسطيني الشرعية لهذا المجتمع الدولي الظلامي الذي لا يجيد في المسرح السياسي الدولي غير لعبتين (تبديل الأدوار والكراسي والكيل بمكيالين). كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن تذكير المجتمع الدولي بأن الهدنة الهشة لا تعني أبدا الحل، وإنما ضرورة ربطها الملحة بإنهاء الحصار الجائر، كانت أيضا من النقاط المهمة التي كان يجب أن يرخي لها بان كي مون سمعه طويلا من أجل أن تضطلع الأمم المتحدة بدورها الإنساني لحماية الشعب الفلسطيني أولا من آلة الحرب الإسرائيلية، ثم ثانيا بإنهاء الحصار. فمثل الهدنة أو وقف النار دون إنهاء الحصار الجائر يعني أننا مازلنا نحكم على الشعب الفلسطيني بالموت البطيء بدلا من تقديم روشتة الموت السريع بالعدوان البربري الحالي. إن الأمة العربية ممثلة في جامعة الدول العربية أمام مفترق طرق تاريخي في هذه الأزمة المستفحلة، فإما أن يجتمع العرب ويتجاسروا لينفضوا عن أنفسهم غبار الركون والسلبية ويتساموا فوق التقاطعات والخلافات السياسية البينية، ويقدموا لهذه الشعوب العربية المكلومة موقفا سياسيا جامعا يعتد به ينهي معاناة الشعب الفلسطيني. وإما فإن البديل سيكون سقوط الجامعة العربية ودفن كل أماني الشعوب العربية إلى تعاون وتضامن عربي مشترك، يلحق بسقوط خيار المفاوضات مع إسرائيل وقيام مشروع الدولتين المتسالمتين والمتعايشتين جنبا إلى جنب، والأخيرة عند الأخوة طبعا في حركة فتح.