13 سبتمبر 2025

تسجيل

غزة .. سقوط الأقنعة

22 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يكن من الغريب أن نكتفي في كل مرة يقوم فيها الكيان الصهيوني بضرب الأراضي المحتلة سواء في الانتفاضتين الأولى و الثانية أو في حوادث العدوان المتعددة على غزة في السنوات الماضية ببيانات التنديد والشجب والإدانة التي تخرج على استحياء بعد أي اجتماع استثنائي تدعو له الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي . يبقى إذن أن هنالك عدة أمور استجدت على المسرح السياسي العربي سوف تحمل أنعكاسات سياسية سلبية على أهلنا في غزة ، وعلى مجمل القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي . فمعظم البلاد العربية التي كانت في السابق ترسل وفودها لمقر الجامعة العربية بالقاهرة على استحياء من أجل إعادة إنتاج بيان رسمي معد سلفا ، يحمل كل مصطلحات لغة الضاد في الرفض والتنديد والأدانة و الشجب والمطالبة والتهديد النظري الفارغ المضمون من أي كروت ضغط فعلية ، سوف تأتي اليوم وعلى ظهورها أحمال وأثقال داخلية لا قبل لهم بها .هذه الأعباء المحلية سوف تجعل أو تجبر الكثير منهم على الانتقال السلس من الموقف القديم الثابت والمتمثل في بيانات التنديد والإدانة و الشجب والتهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور النظرية ، إلى موقف جديد آخر مستحدث يتواءم مع حال الأمة الآني، تظهر فيه بيانات تساوي بين الجلاد والضحية، وتتضمن لغة من اللوم والعتاب ومطالبة الجانب الفلسطيني بتحمل مسؤولياته الأمنية بوقف الأعمال العدائية على إسرائيل. كما أن الدور المصري المعروف كوسيط رئيسي للسلام بين الطرفين بجانب واشنطن طوال الحقب السياسية الماضية، مرشح اليوم بقوة للتراجع والاضمحلال أما إلى العدم . ومن المؤسف له أن وسائل الإعلام المصري بشقيه ( الخاص والعام ) مكثت لقرابة الثلاث أعوام ومازالت على دأبها هذا حتى اليوم وهي تشيطن للمواطن المصري حركة حماس، رغم نفي حماس المتكرر لكل تلك الادعاءات والاتهامات، في خضم ذلك سلكت دول عربية أخرى موقف مصر في عدائها لحركة حماس وبدأت تضعها من خانة الأخ والصديق إلى خانة الطرف الفلسطيني غير المرحب للتنسيق معه على كافة الأصعدة التي تتعلق بالقضية الفلسطينية، كون أن جريرتها العظمى التي لا تغتفر في نظر تلك الدول أنها ترتبط فكريا بجماعة الإخوان المسلمين المصنفة حديثا لديهم كجماعة إرهابية . انسحب هذا التطور السياسي السلبي الأخير من مواقف بعض الدول العربية تجاه حركة حماس ، أيضا على بعض وسائل الإعلام العربية المختلفة التابع لها ، فطفت على السطح ولأول مرة أصوات عربية ( بغطاء و حماية شبه رسمية ) ،وهي تقوم بكل جرأة و وقاحة بدور الحرب النفسية المضادة بالوكالة عن الجيش والإعلام الإسرائيلي، بل وبأفضل منه في كثير من الأحايين على كتائب المقاومة الفلسطينية المرابطة في الثغور . ما نريد أن نخلص إليه في هذا المقال أن العدوان الحالي على غزة لم يأت فقط بواقع وحقيقة الشلل العربي الكامل أمام العدوان البربري الإسرائيلي عليها فحسب، ولا حتى برضا بعض الأنظمة عربية - إن لم يكن تواطؤها - حياله ، ولكنه قدم لنا خدمة مجانية بإزالة كل مساحيق التجميل الوهمية التي كان يتزين بها الكثير من الخطباء والناشطين والإعلاميين من الصهاينة أو الليكوديين العرب ، وأسقط عنهم كل الأقنعة المزيفة ، التي كانوا يغطون بها عورات نواياهم السوداء و نفوسهم التي تنفث حقدا وكراهية، والتي لا تحمل في دواخلها أي بذرة خير للأخ والجار القريب في منظومة القطر الواحد فما بالك بالأخ البعيد كمثل أهلنا في غزة . عليه فإن حماس ورفيقاتها من بقية فصائل المقاومة الفلسطينية ( الوطنية والإسلامية ) سوف يبقى مصيرهم كمصير الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم إنه يعيش وحيدا ويموت وحيدا وسوف يبعث وحيدا، وكذلك حركات المقاومة الفلسطينية سوف تحمل شرف الأمة العربية والإسلامية لوحدها، وسوف تسير في هذا المنعرج وتقاتل أيضا بعد اليوم العدو الصهيوني لوحدها، لذلك نسأل الله العلي القدير أن يبعثها يوم القيامة بإذنه لوحدها.