12 سبتمبر 2025

تسجيل

مصر إلى اين؟

25 يوليو 2013

بوتيرة متسارعة، تفاعل الشارع المصري مع دعوة وزير الدفاع المصري الفريق عبدالفتاح السيسي للشعب المصري، خصوصا مؤيدي الإطاحة بالرئيس المعزول مرسي، للنزول إلى ميادين مصر يوم غد الجمعة لمنحه تفويضاً لمواجهة ما سماه بـ"الإرهاب". لقد أشعلت هذه الدعوة ميادين مشتعلة منذ 25 يوماً، يعتصم فيها مؤيدو الرئيس مرسي الذين وصفوا دعوة السيسي بأنها دعوة صريحة لحرب أهلية واصطناع ذريعة لمجازر جديدة. بينما تفاعل الطرف المؤيد للدعوة وأسرع بمنحه التفويض، كل حسبما يملك من وسائل للتعبير، وبين هذا الفريق وذاك تبدو مصر مقبلة على وضع ينذر بخطر بالغ في ظل انسداد الافق السياسي. تأزم الموقف في مصر لا يدعو للتفاؤل، إذ ان العد التنازلي قد بدأ وباتت المواجهة بين الفريقين محتومة، إلا إذا خرج على الجميع صوت عاقل يدعو لحوار تصالحي جاد، يجمع الخصوم على مائدة حوار واحدة وعلى بنود تصالح تشمل الجميع دون اقصاء لطرف على حساب طرف آخر، ويتنازل الجميع ليربح الجميع وتحقن دماء الشعب. لقد دعت قطر من منطلق حرصها على الاستقرار في مصر، إلى ضرورة اللجوء لحل سياسي يقوم على الحوار في إطار الوحدة الوطنية، حيث اشارت الى أن استمرار الاحتجاز القسري للرئيس المنتخب محمد مرسي، دون سبب، يهدد مكتسبات ثورة 25 يناير. ان الموقف القطري الحريص على مصر لن يعالج وحده الانقسام الذي يبدو عليه الشارع المصري الآن، إذ يجب على العقلاء الصامتين من أبناء مصر أن يقوموا بواجبهم، وأن يعلنوا مبادرتهم لحل الأزمة وحقن الدماء التي قد تسيل، وقبل كل ذلك على السلطة الحاكمة في مصر أن تبادر باجراءات لابداء حسن النية، وربما يشكل اطلاق سراح الرئيس مرسي فرصة لاعطاء مساحة للتفكير في توجه الجميع الى طاولة الحوار طواعية، فحوار بالإكراه كحرث في الماء، لا قيمة له.