12 سبتمبر 2025
تسجيللكل وجه ملامحه ولكل نفسية معالمها الخاصة التي تتميز بها، بعضنا يجّمل وجهه بابتسامة.. بصمت.. بلون.. وبعضنا بتصنع.. بتكلف.. بشخصية أخرى.. نختلف في اختياراتنا في عباراتنا في سلوكياتنا.. في كل شيء.. أحياناً نختار ما نريد أن نكون عليه وأحياناً تشكلنا الظروف المحيطة.. ومع ما نتعلم ومع ما يمر بنا تتشكل لدينا القدرة في تغيير سلوكياتنا متى أردنا، ولكن ما أجمل أن يحسن اختيار سلوكياتنا مثلما نحسن اختيار مظاهرنا الخارجية. ذات نهار أخبرتني صديقة غاضبة أنها تحب أن تبتسم دائماً في وجوه الناس لأنها تحمل الكثير من الحب والحنان، ولكنها ذات يوم عابر في إحدى مطارات العالم.. ابتسمت في وجه سيدة ظنت أنها تعرفها، ولكن ردة فعل تلك السيدة كان قاسياً جداً، حيث بادرتها بعصبية قائلة: (خير في وجهي شي يضحك)!! من مفاجأتها أجابت رفيقتي: ألستِ فلانة؟ ردت بعنف: (تستهبلين انتي) للأمانة ضحكت على الموقف لشدة صعوبته وإحراجه ولأني أعرف رهافة حس صديقتي، وسلوك تلك السيدة التي لا أحد يعرف أسبابها، سيؤثر بها حتماً وسيجعلها تفكر ألف مرة قبل أن تبتسم في وجه أحدهم! هذه الحادثة الصغيرة من الممكن أن تتكرر مع أي منا، وقد جعلتني أستذكر بعض المواقف التي حصلت معي، حيث كنت أحمل ابتساماتي الصباحية وألقي بها بود على وجوه الزميلات والزملاء وكان التجهم الذي يقابلني به البعض يؤلمني، ولكني كنت اتخطى هذا وأختلق الأسباب لهم حتى بدأت ـ مع الأيام ـ أكتشفت أن البعض لديه جفاف في المشاعر وهذه طبيعته.. (الابتسامة) نعمة جميلة تعكس روح الانسان، وتضفي الألفة دائماً فيكفي أن رسولنا الكريم، عليه أفضل الصلاة والسلام حثنا عليها ووصانا بها قائلاً: "تبسمك في وجه أخيك صدقة"، ولكن البعض لا يستطيع أن يغلب نفسه ويقاومها، من منا ليس لديه ما يكيفه من الهموم والآلام ولكن من منا استطاع أن يعبر عن كل ذلك ليكون إيجابياً في حياته ولو من خلال ابتسامة. أعجبني جداً حديث سمعته للسيد (محمد العنزي) مدرب التنمية البشرية، حيث قال: (عوّد نفسك) على الابتسامة، ومع الأيام ستتحول إلى عادة لا تفارق وجهك.. الابتسامة هي مقدار الحب البشري الذي تمتلكه في داخلك للحياة وللناس، وهي مقياس جميل يستطيع أن يغير علاقاتك بالآخرين ويساعدك في كسب القلوب الجامدة الجافة.. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. عندما تستشعر جمال ابتسامتك ومدى تأثيرها على من حولك حتماً ستحب نفسك، الحياة جميلة، واستشعارها بابتسامة بداية للمصالحة مع الذات، فحاولوا أن تتخلصوا من سلبيات الحياة وتبتسموا وأنتم تتأملون الأجر من الخالق جّل جلاله..