09 سبتمبر 2025
تسجيلحين تفقد الحياة حلاوتها، وتصبح كلوحة باهتة تفر منها كل الألوان فلا شك أنها تشكو من شيء ما أجبرها على ذلك، ومن الطبيعي أن يمتد أثر ما يحدث معك إلى تفاصيل يومك؛ لتغدو معظم الأشياء باهتة لا لون لها ولا طعم، وكأن كل ما تعيشه لا يعنيك وإن كنت أنت المعني بها، ولكم هي قاسية تلك اللحظات، التي سيقع أثرها على من حولك أيضاً؛ لتمضي بإيقاع سريع جدا لن يسمح لك بإدراك ما يحدث فعلا ما لم تحاول إيقافه؛ لمعرفة أصل الحكاية التي وصلت بك إلى هذه النقطة، التي ستدرك فيما بعد أنها لم تسحبك وحدك ولكنها فعلت الأمر ذاته مع الآخرين ممن لا حول لهم ولا قوة وكل ما في الأمر أنهم يُحسبون عليك، وكن على ثقة يا عزيزي أن بلوغ تلك المرحلة يحتاج منك لحظة تقرر فيها التنحي جانبا والبحث عن زاوية خاصة بك؛ كي تفرض على ذاتك عزلة إيجابية لابد منها في سبيل التفكير والتخطيط بشكل سليم؛ لمعرفة ما يجدر بك فعله لاحقا، وعليه قس على (كل ما ذكرته آنفا) أي أمر يقض مضجعك ويُربك حياتك ويمنعك من الاندماج مع أقرانك ممن يحيطون بك، وابحث عن تلك العزلة؛ لتقبل عتبتها بأقدامك، فتدرك حينها حقيقة ما يحدث معك؛ لتصحح الأوضاع كما يجب، ومن ثم تعود حيث كنت ومع من كنت وأنت أكثر قدرة على التخطيط الجيد لحياة أفضل بإذن الله. مشروع «عازم» وما يعتزم تقديمه لك بالحديث عن التخطيط الجيد لحياة أفضل جذبني مشروع الوعي المالي «عازم»، والذي أطلقته وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة؛ لرفع وعي الأسر القطرية والشباب بضرورة التخطيط الأمثل والمسبق للإنفاق والادخار وعدم اللجوء للاستدانة لتوفير الكماليات المعيشية، وبصراحة فإن الأمر وإن تعلق برقبة تلك المدعوة (معيشة) وما تتطلبه منا، فلاشك أن هناك ما سيشغل البال، ويجبره على التفكير وبشكل مستمر في البحث عن الآليات التي تساهم بتحسينها، والجدير بالذكر أن هذا المشروع يسعى إلى تقديم المساعدة من خلال تحويل المجتمع القطري إلى مجتمع مسؤول يرفض الاستهلاك غير المسؤول ويستند في ذلك إلى القيم الإسلامية في الإنفاق. وماذا بعد؟ لا شك أن إطلاق هذا المشروع يتضمن الكثير مما سيتم الكشف عنه لاحقا وبشيء من التفصيل، وحتى يحين ذاك الحين يكفينا أن ندرك أن «عازم» يحرص على تعزيز توجه الأفراد نحو الإدارة المالية السليمة، التي تحافظ على ازدهار المجتمع واستثمار دخل الفرد بالشكل المناسب؛ لتجنب الوقوع في براثن الإسراف والاستدانة عن طريق تمكينه من معارف إدارة الحياة المالية الشخصية، وآليات التخطيط للاقتصاد الأسري. لا شكر على واجب (نعم) قد ننشغل؛ لتأخذنا الحياة على ظهر ظروفها بعيدا، ولكن (لا) لا يعني ذلك أننا سنحلق؛ لنلحق بأمور أخرى، ونبتعد عن (قضية غزة العزة)، التي تشاركنا كل لحظاتنا، فهي تلك التي تقاسم القلب دقاته؛ لتشغله وإن انشغل بغيرها، وهو تماما ما يحدث مع كل من تتفاخر به إنسانيته. بعد آخر مقال تناولته وطل عليكم من خلال هذا العمود تلقيت الكثير من الردود التي انهالت علي، وكانت تشيد بتوجه قلمي نحو الكتابة عن هذه القضية، والحق أن تسخير الأقلام للكتابة عن هذه القضية سُنة يجدر بنا اتباعها دون تأخير أو تقصير، وما أقدمت عليه حينها هو الواجب الذي يجدر بأي كاتب الالتزام به، وعليه لا شكر على واجب يجدر بي القيام به بين الحين والآخر. فقط من أجلك لكل بداية نهاية ولنهاية هذا المقال كلمات عاهدت نفسي على أن تكون لكل من يملك الكثير، ولكن الكثير ممن حوله يحاول تقليل حجم ما يملكه، على الرغم من أنه يستطيع به ومن خلاله إحداث التغيير المطلوب في الحياة: أرجوك تابع وليكن شغفك هو المحرك الأساسي لطموحك، وحتى يكون لك ذلك ألقاك على خير.