12 سبتمبر 2025
تسجيلالكاتب الإنجليزي وليم شكسبير يقول: المسرح هو الحياة ولكل منا فيه دور، والمسرح هو أبو الفنون بين الفنون الأخرى، والنشاط المسرحي لا يمكن أن يحقق المعادلة بدون وجود خشبة مسرح لتقديم مثل هذه الأنشطة أو تلك، والمكان الوحيد الذي كان يحقق هذا المفهوم في المعادلة هو مسرح قطر الوطني الذي اختفى عن الأنظار وفقد الأضواء وتم إغلاق أبوابه من غير سابق إنذار، هذا المسرح المتميز في تصميمه وموقعه وعلو ارتفاعه والمتميز في إمكانياته الفنية عالية الجودة من حيث الإضاءة والصوت ونوع الخشبة والوحيد في منطقة الشرق الأوسط بهذه المواصفات وتلك الإمكانيات، وكما وصفه الزميل الإعلامي عبدالعزيز محمد في تغريدته بتاريخ 7- 6 – 2023 يقول فيها: إن هذا المبنى المميز بموقعه أصبح يحيط به الظلام من الداخل والخارج. وهذه التغريدة أثارت فضولي لكتابة هذا المقال، ومنذ فترة ليست بالقصيرة وقبل انطلاق مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته 35 بتاريخ 16-5-2023 الذي أقيمت فعالياته في مسرح الدراما بمؤسسة الحي الثقافي كتارا وهنا سألت المعنيين عن المسرح لماذا لم تقم فعاليات المهرجان على مسرح قطر الوطني. حيث أفادوني بأن هناك تعليمات من إدارة الدفاع المدني بعدم استخدامه لا من بعيد ولا من قريب. ومنذ فترة ليست بالبعيدة تساقطت أجزاء من السقف في مدخل المسرح وعلى ضوء ذلك تم نقل موظفي المسرح إلى مركز شؤون المسرح في منطقة السد وهنا اعتقدنا بأن يكون هناك نوع من الاستنفار والاستغاثة من الجهات المعنية لهذا المبنى الشامخ المعبر بشكله ومضمونه عن ماهية الثقافة وأشكالها المختلفة. وقد تشرفت بإدارة هذا المسرح مع بداية افتتاحه في عام 1982م والذي كان شعلة مضيئة متوهجة في تقديم الفعاليات المختلفة وشكل لنا جسوراً ثقافية مع العالم الآخر وعرفنا مدارس مختلفة في الفنون بشتى أنواعها وأشكالها بدءاً بالخليج مروراً بالوطن العربي وصولاً إلى آسيا وأوروبا وأمريكا على سبيل المثال لا الحصر. من الكويت عانقت خشبة المسرح مسرحية دقت الساعة بطولة المرحوم خالد النفيسي وسعد الفرج ومحمد المنصور وجاسم النبهان، ومن مصر رية وسكينة بطولة شادية وسهير البابلي وأحمد بدير، ومن الأردن مسرحية الممثل الواحد لزهير النوباني، ومن آسيا فنون شعبية يابانية، ومن فرنسا عزف للعود بمشاركة قطرية، ومن بريطانيا مسرحيات خالدة للكاتب الإنجليزي وليم شكسبير، ومن أمريكا فرق موسيقية مختلفة. ناهيك عن النشاط المحلي من مهرجان الدوحة المسرحي إلى عروض الفرق الأهلية وأعمال للمؤسسات الخاصة مثل أعمال الفنان القدير: غانم السليطي والمرحوم عبدالعزيز جاسم وغيرهما. إذاً تسأل عن الحال هذا هو الحال. وكان يا مكان في قديم الزمان هذا المسرح شعلة مضيئة من النشاط والحيوية. وأصبح اليوم مظلماً تحيط به الكآبة وتغيب عنه الابتسامة وأخيراً نقول لمن يهمه الأمر مسرح قطر الوطني يشكي الحال ويستغيث فهل من مُغيث؟ وسلامتكم