11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بتاريخ 15-1-2008 كتبت في زاويتي الأسبوعية لنتواصل آنذاك في جريدة الشرق مقالًا عن هذا الرجل الموسيقار الإنسان وما قدمه من إبداع للموسيقى والألحان بعنوان "هذا الموسيقار الإنسان وشفافية الإبداع للألحان"، حيث كان يعيش بيننا بهدوء واطمئنان، واليوم أكتب هذه السطور المتواضعة بعد أن رحل إلى مثواه الأخير في صباح يوم الجمعة 22 يوليو حيث ودّعه المواطنون والمقيمون بمختلف الأعمار والأطياف في موكب مهيب تم توديع الروح والجسد في مساء ذلك اليوم. ولكن الذكرى سوف تبقى خالدة في إنجازاته الفنية والتي ارتبطت بإبداع هذا الموسيقار العزيز أبو ناصر عبد العزيز، ارتباطي وعلاقتي بهذا الشهم المغوار -رحمه الله- بدأت في عام 1966 مع بدء إنشاء فرقة الأضواء الموسيقية والتي كان مقرها في البداية في بيت عربي من الإسمنت ملك يوسف علي فخرو في منطقة الجسرة بجانب برادات قطر مكان وزارة الخارجية على الكورنيش الحالي، والتي أزيلت مؤخرًا، ثم بعد ذلك تم الانتقال إلى مقر أكثر هدوءًا بعيدًا عن الضوضاء وأعين الناس حيث كان مفهوم الموسيقى والفن بشكل عام هو نوع من العبثية ويدخل في إطار الممنوعات في ذلك الوقت، وكان هذا المقر يقع في منطقة الجسرة خلف مصلى العيد الحالي، وكان هذا الرجل العبقري الفنان والمبدع -رحمه الله- هو الأب الروحي لهذه الفرقة والموجه لها في المشورة والاستشارة. عملنا معًا في مجال الموسيقى والتمثيل ضمن مجموعة من ذلك الجيل الذي أصبح فيما بعد هو جزء من الحدث والمنظومة الإعلامية المسموعة والمرئية في هذا البلد المعطاء لمثل هذه الأجيال المبدعة. في بداية التسعينيات ذهبنا إلى القاهرة هو لدراسة الموسيقى وأنا لدراسة المسرح مع مجموعة من أعضاء فرقة الأضواء من نفس الجيل. وفي القاهرة أيضًا كان هو الموجه لنا في المشورة والرأي لأمور كثيرة ومتعددة اجتماعية كانت أو فنية وكانت زيارتنا له واجبة في مساء كل خميس من كل أسبوع في شقته الكائنة في منطقة الدقي مقابل بقالة السعودي، وكانت هذه المجموعة تضم محمد أبوجسوم، الدكتور مرزق بشير، المرحوم إسماعيل خالد، علي عبد الستار، حامد نعمه، والمرحوم محمد الساعي والذي كان يعتبر عبد العزيز ناصر هو الأب الروحي له فنيًا واجتماعيًا وبمثابة ولي أمره في القاهرة. تخرجنا من القاهرة أنا في عام 1976 وهو في عام 1977 التحقنا بالعمل في وزارة الإعلام آنذاك هو في إدارة الإذاعة وأنا في إدارة الثقافة والفنون، وكان التواصل الحميم بيننا مستمرًا إما من خلال العمل أو من خلال جلساته الأسبوعية في منزله العامر في منطقة بن محمود والذي كان يأتيه الجميع من الفئة الفنية والاجتماعية. وفي عام 2014 ترك العمل بالمؤسسة القطرية للإعلام وترك مراقبة الموسيقى والغناء التي تسلمها المرحوم تيسير عقيل برغبة شخصية ليصبح مخيرًا لا مسيرًا ويعيش عالمه الخاص المليء بالأحاسيس والمشاعر ومايصاحبها من الآلام والمتاعب رحلة طويلة حملت معها مجمل العلاقات الإنسانية والإبداعات الفنية، كان حسه الديني -رحمه الله- يسبق حسه الفني والاجتماعي في علاقته مع الآخرين وكان له طقوسه الخاصة في ذلك أساسها الشفافية ودماثة الخلق وروعة الابتسامة حتى مع أقرب المقربين له، رحل عنا بهدوء وعاش بيننا أيضًا بهدوء الأحاسيس والمشاعر وماتحمله من آلام ومتاعب. كان من أهم أصدقائه ورفقاء دربه- رحمه الله- آلة الكمان ومن ثم آلة العود ولكن تبقى آلة الكمان هي الدافع الأساسي لدراسته الموسيقية بدلًا من اللغة العربية والمحرك لملكة الخيال والإبداع لأعماله الفنية والذي يؤكد فيه أهمية الكيف لا الكم في مفهوم إنتاجية الأعمال. تعددت مدارس الألحان بين البعد الوطني والانتماء إليه مثل أغنية (الله ياعمري قطر، يا قطر يا قدر مكتوب، وأحب ترابك ياقطر)، وروعة ألحان السلام الأميري، ثم يأتي البعد العربي ليؤكد عروبته مثل أغنية (ياقدس ياحبيبتي، وآهٍ يا بيروت) ثم يعرج بألحانه إلى البعد الإنساني والإسلامي، مثل أغنية (المجاعة وأغنية أفغانستان). أما البعد العاطفي فتمثل في (أصدر للورق همي، واقف على بابكم)، ومن ثم يأتي التراث ممثلًا في (يالعايدوه والقرنقعوه). وفي الختام نقول مهما كتبنا عن هذه الأسطورة في عالمنا المعاصر في شخص ذلك الرجل الإنسان والمبدع الفنان الموسيقار العزيز أبو ناصر عبد العزيز فلم ولن نوفيه حقه.. وهذا هو الأهم.