14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين، ولله ما أعطى ولله ما أخذ يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير. " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" صدق الله العظيم. هكذا هو حال الدنيا، يأتيك الأجل والقدر في أي زمانٍ ومكان، هناك من يأتيه الأجل المحتوم في اليوم المكتوب بعد صراعٍ ومعاناةٍ طويلة مع المرض، ومنهم من يأتيه بعد غيبوبةٍ طويلة والآخر بحادث مؤلم أو بسكتة قلبية هادئة، هذه الأخيرة هي التي تفجع وتؤلم لأنها تأتي فجأة وبدون استئذان وسابق إنذار بوجود إعياء أو مرض تسبق قبض الروح والرحيل إلى الآخرة. هكذا هي الأسباب والمسببات إما عاجلة أو آجلة. ومهما تعددت وتنوعت فالموت واحد. ومن هنا كانت هذه الفاجعة لموت الفجاءة في رحيل ذلك الرجل المبدع الإنسان علي بن محمد السادة في فجر يوم السبت الموافق 9-7-2016 رحل إلى الرفيق الأعلى بهدوء وبدون سابق إنذار أو استئذان، رحم الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، أسدل الستار على رجل الإعلام بشكل عام وابن الإذاعة الأم بشكل خاص. كان رحمه الله يؤمن بالنظرية التي تقول "كلما كنت محترمًا فرضت احترامك على الآخرين"، ومن هنا كان مثاليًا في علاقته مع الآخرين، يوجب حق الكبير والصغير، مثالًا للذوق والاحترام. كان رحمه الله يحمل هم الوطن بإبداعاته الفنية عندما يعبر بشفافية المصداقية بين أنامله الذهبية للعمل سواء في التسجيل أو المونتاج أو الإخراج وهمه هو البحث عن ما هو جديد في الإبداع والابتكار.معرفتي بهذا الرجل الإنسان كانت في بداية الثمانينيات عندما كنت مديرا لمسرح قطر الوطني، ثم تعمقت هذه المعرفة والعلاقة بعد انتقالي في بداية التسعينيات إلى إدارة الإذاعة حيث تم تكليفي بعمل حلقة خاصة عن يوم الاستقلال الذي كان يصادف الثالث من سبتمبر آنذاك، وطلبت أن يكون هذا الرجل الإنسان رحمه الله منفذًا لهذه الحلقة الخاصة، وكان هذا أول تعاون لي معه فنيًا. في عام 2008 تعمق هذا التعاون مع إمكانات هذا المبدع الذي يعي ما يقول ويفعل عندما قمت بإعداد وتقديم البرنامج الحواري "دعوة للتواصل"، على مدى دورة إذاعية كاملة من يناير إلى نهاية أبريل 2008، حيث وجدت في هذا الرجل الإنسان والمبدع الفنان الحس المرهف في الاختيار والإتقان والتوظيف الفني الجيد للعمل الذي يقوم بتنفيذه أو إخراجه.وما قدمه المرحوم للإذاعة من برامج سواء في التسجيل أو المونتاج أو التنفيذ والإخراج كثيرة لا تعد ولا تحصى، ولكن يبقى برنامج "حدث في مثل هذا اليوم" والذي شكل فريقا ثنائيا متجانسا في الأفكار والابتكار مع أحمد عدنان، وما يبذل من جهد لهذا البرنامج اليومي في تأكيد وأهمية الأحداث للزمان والمكان، والذي لا يزال يذاع يوميًا في الفترة الصباحية والمسائية. وحول هذا البرنامج كتبت مقالًا بعنوان "عدنان والسادة إبداعات إذاعية" بتاريخ 27-7-2010 ضمن زاويتي الأسبوعية في جريدة "الشرق" آنذاك، بأن هذا البرنامج يحمل بين طياته أهم المعايير والمقاييس لمفهوم البرنامج المتكامل في الشكل والمضمون ومن ثم تأتي الأبعاد التوافقية في هذا الإبداع بين المعد والمقدم أحمد عدنان والمنفذ لهذا البرنامج علي السادة، هذه السمفونية الثنائية في التوافق والأحاسيس جعلت من هذا البرنامج اليومي وجبة دسمة للاستماع والاستمتاع.في الختام نقول: رحم الله هذا الرجل المبدع الإنسان وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه لراجعون. والحمد لله رب العالمين.. وهذا هو الأهم.