27 أكتوبر 2025

تسجيل

شكرا راعي نهضتنا

25 يونيو 2023

لقد سعدت كما سعد غيري من أولياء أمور الطلاب المتميزين في امتحانات الشهادة الثانوية بذلك التكريم من قبل راعي نهضتنا التعليمية تميم المجد، وهذا ليس بغريب على سموه، فكل ما يُشاهد من إنجازات في المعاني والمباني والحضور والتأثير الإقليمي والعالمي يشير إلى قيادة رشيدة قادرة - بتوفيق من الله - على إخراج أفضل ما عند الناس لما فيه مصالح الناس. فبعد دعوة من العلاقات العامة في وزارة التربية لبينا نحن أولياء الأمور والأبناء الدعوة الكريمة للتكريم، وتعجز الكلمات عن نقل المشاعر وتتقاصر عن التعبير عن المعنويات التي امتلأت بها نفوس الطلاب المكرمين وذويهم. ولا شك أن الاحتفاء بعلماء الغد يدل على قيادة رائدة، تستشرف المستقبل، بل وتقتحم ميادينه بسلاح العلم، وهو أمضى الأسلحة وأقواها. وإذا كان العلم مهمًا عند سائر الأمم، فإن طلب العلم عندنا - نحن أمة اقرأ - عبادة، ومذاكرة العلم عندنا تسبيح، والسفر والسهر من أجل العلم عندنا جهاد، وبذل العلم عندنا صدقة، ومن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم. والقراءة عندنا تبدأ باسم ربنا الأكرم، وقرّاء اليوم هم قادة الغد، والعلم يدور مع قواعد الوحي، وهذا ما يزيده قداسة وقُدُسية، وقد كان لعلماء الإسلام إسهامات كبيرة مشكورة ومشهورة في تأسيس النهضة العلمية على كوكب الأرض. فالعلوم المؤسسة لحضارة اليوم تكاد تكون ابتكارات إسلامية خالصة، بالإضافة إلى تخليص وتنقية المخزون العلمي التراكمي من الأساطير والخرافات؛ لأننا أمة (قل هاتوا برهانكم). لقد كانت مراسيم اللقاء التكريمي للمتفوقين رائعة، فقد طُلب من كل ولي أمر أن يُقدِّمَ ولده للسلام على سمو الأمير، وهذا المشهد يسعد الآباء قبل الأبناء فأولادنا امتداد لأعمالنا. بل المشهد فيه إشارات تربوية مهمة، فكأن الأب يقدم ثمرته وجهده في بناء الوطن، ويقول بلسان الحال قبل المقال لراعي نهضتنا: نحن كآباء والأبناء رهن إشارتكم في مشروع النهضة والعمارة للوطن. وبعد السلام على سموه وما صحبه من مشاعر جياشة، ومعنويات عالية، ولحظات غالية، أخذ سموه -حفظه الله- يحاور رجال الغد حول طموحاتهم وأهدافهم، وقدَّمَ لهم ما سوف تبذله الدولة في سبيل تأهيلهم حتى يقوموا بأدوارهم كاملة. ولا شك أن هذا التكريم يُحملنا مزيدًا من المسؤولية، فليس أمامنا كوزارات ومؤسسات تعليمية وأسر إلا أن نكون عند حسن الظن، وعلى قدر التحدي حتى نلبي تطلعات قيادتنا الرشيدة. وكلي أمل في أن يكون في هذا التكريم دافع لجميع الطلاب، فالدولة تعلن دائمًا أن الجميع يستحق التكريم، وتكريم البعض تكريم للكل، ودافع للجميع من أجل التنافس الشريف، الذي يعود بالخيرات على البلاد والعباد. شكرًا راعي نهضتنا الشاملة، ونحن نبشرك ونعاهدك بأننا معاشر أولياء الأمور سوف نكون عند حسن الظن، ونؤكد لك أن هذا التكريم يدعو الكبار إلى العودة للتعليم، فطلب العلم عندنا من المهد إلى اللحد، والمحبرة تحمل إلى المقبرة. وسوف نضع أيادينا في أيدي إخوتنا في وزارة التربية والتعليم حتى نحول توجيهات سموكم إلى برنامج عمل، وأبشر بالخير فسوف ترى ما يسرك، وتقر به عينك مادمت مُكرمًا لأهل العلم، بارك الله فيك ووفقك وسدد خطاك وحفظك وتولاك.