13 سبتمبر 2025
تسجيلها نحن نقترب من لحظة انفجار الصراع في منطقة الشرق الأوسط ؛ فبعد أن عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعها في نفق تحت المسجد الأقصي؛ قامت بتخصيص 17 مليون دولار لتطوير الأنفاق، وتهويد محيط المسجد. لكن الكثير من الحقائق بدأت تظهر خلال الأيام الماضية عن مخطط حكومة نتن ياهو للسيطرة على المسجد، وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وبذلك تحقق الأحزاب المتحالفة مع الليكود الوعود التي قدمتها للمتدينين اليهود في برامجها الانتخابية، والتي تدور حول تقسيم الأقصي وبناء الهيكل. بدأت الكثير من التحركات داخل الكنيست لتنفيذ مخطط حكومة الائتلاف ؛ حيث أعلنت لجنة الداخلية والأمن عن تشكيل لوبي يهودي يسعى لتطبيق السيادة الاسرائيلية على المسجد، ومنح اليهود حق أداء طقوسهم الدينية فيه.. لماذا ؟!! الكنيست يبحث قانون التقسيم! ظهر هدف هذا اللوبي، عندما قام عضو في الكنيست يتبع حزب الليكود اسمه عميت هاليفي بتقديم مشروع قانون يتضمن تقسيم المسجد الأقصي زمانيا ؛ بحيث يتيح لليهود اقتحام المسجد من كل الأبواب بحرية طوال الوقت، وتثبيت حضور اليهود في ساحات الحرم. أما التقسيم المكاني؛ فكشفت بعض وسائل الإعلام الاسرائيلية عن بعض البنود التي يتضمنها القانون؛ من أهمها الغاء السيادة الأردنية على المسجد، ومنع الأوقاف الإسلامية من القيام بدورها، وفرض السيادة الاسرائيلية الكاملة على المسجد، استنادا إلى قانون سابق أصدره الكنيست ينص على أن القدس عاصمة اسرائيل، ولا يمكن قبول أي سيادة أخرى على أي مكان فيها. وينص مشروع قانون هاليفي على أن يتم تخصيص محيط المسجد القبلي جنوبا للمسلمين، بحجة أن هذا فقط هو المسجد الأقصى ؛ بينا يتم تخصيص المنطقة الوسطى والشمالية التي تشمل قبة الصخرة لليهود. 70 % لليهود!! طبقا للمشروع فإن المساحة التي سيتم تخصيصها لليهود تبلغ 70% من المساحة الكلية للمسجد، بينما يحصل المسلمون على 30% فقط هي مساحة المسجد القبلي. ويبرر القانون ذلك بأن قبة الصخرة فوق الهيكل الأول والثاني، وأنه يجب إقامة الهيكل الثالث مكانها، والذي سيتسع حتي الحد الشمالي لساحات المسجد الأقصي. وقال عميت هاليفي: سنأخذ الطرف الشمالي، ونصلي هناك؛ فالجبل كله مقدس بالنسبة لنا، وقبة الصخرة هي المكان الذي قام عليه الهيكل. لكن من الواضح أن هذا النائب يعبر عن الائتلاف الحاكم بكل مكوناته، وأن القانون الذي تقدم به يتضمن مخطط الحكومة، ويدعمه نتن ياهو، وأنه جاء في الوقت الذي شعرت فيه إسرائيل بالقوة والسيطرة على المنطقة، وأنها تستطيع أن تنفذ مخططها. حملة تسويق الهيكل! هناك الكثير من المؤشرات الأخرى التي توضح أن الحكومة الإسرائيلية بدأت تنفيذ مخططها ؛حيث بدأت منظمة تطلق على نفسها «الهيكل في أيدينا « حملة لتسويق فكرة إقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، وبدأت ذلك بنقل السياح الناطقين باللغة الانجليزية إلى ساحات المسجد، لإقناعهم بأن هذا هو مكان هيكل سليمان، لكي يقوم هؤلاء السياح بنشر الفكرة في أمريكا وبريطانيا واستراليا، وهذا يوضح أن اسرائيل لا تستهدف الحصول على الأموال فقط من السياحة، ولكنها تستغلها لتحقيق أهداف طويلة المدى، من أهمها كسب التأييد الغربي لبناء الهيكل. كما أن هناك منظمة اسمها «أمناء جبل الهيكل» تخطط لإنشاء مدرسة توراتية في الساحة الشرقية من المسجد الأقصى. هذه بعض المؤشرات التي توضح – كما يقول محمد حسين المفتي العام للقدس – أن إسرائيل ستشعل حربا دينية لن يسلم من حريقها أحد.