13 سبتمبر 2025
تسجيلأوجه الشبه والتقارب بين قطر وتركيا في العقدين الماضيين تركيا المناصرة لقضايا الشعوب المضطهدة هناك من يريد للشعب التركي أن يكون تحت وطأة الطغاة! نجاح قطر وتركيا سبب حرجاً كبيراً لبعض دول المنطقة ما أجمل دكتاتورية أردوغان المتمثلة في خدمة الشعب والوطن شعب تذوّق الحرية وشعر بالكرامة لا يمكن له أن يتخلّى عنهما بعض الأنظمة الحاكمة تغافلت عن أن الزمن الذي نعيش فيه اختلف عن سابقه فخسرت شعوبها والمجتمع الدولي تركيا اليوم هي العمل والجوهر لا الشكل والمظهر أثناء كتابة هذه المقالة، وجميع المؤشرات توضح تقدم رئيس جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان في الانتخابات التركية التي جرت يوم أمس، وتابعها العالم بأسره، وهي رسالة بمدى أهمية تركيا على المستوى الدولي وحضورها في المحافل الدولية، بل أصبحت المتحدث باسم قضايا الشعوب المضطهدة والمناصره لهم ولقضاياهم، ولا يخفى على الجميع حجم المؤامرات والدسائس التي حاول داعموها أن يؤثروا على تركيا ومسيرتها التنموية، والتأثير أيضا على اقتصادها للتأثير المباشر على حياة شعبها، ووضع العوائق أمام مسيرة التقدم التي وضعها حزب العدالة والتنمية، التي نهضت بجمهورية تركيا في شتى المجالات؛ حتى أصبحت ملاذاً للمضطهدين وملجأ للخائفين وعوناً للمستضعفين وسنداً للمحتاجين ورفعة للأشقاء والأقربين وويلاً للأعداء الحاقدين. وقد تابعنا خلال المرحلة السابقة كيف كانت تركيا وأين وصلت وكيف أصبحت، فمن خلال عقد ونصف العقد (منذ 2003 وحتى الآن) وتركيا تضع أهدافها التي يراها البعض مستحيلة فتصل إليها وتحققها قبل الموعد المقرر، وما زلنا نتذكر كلمة أردوغان الشهيرة التي قالها حين كان رئيساً لوزرائها عندما قلب المعادلة الاقتصادية وسألوه في مؤتمر صحفي كيف حقق هذه المعجزة وحققت نموا في الاقتصاد وأيضا طفرة كبيرة في الدولة فكان جوابه الشافي الكافي المختصر (أنا لا أسرق) هنا كانت بداية لفت الانتباه والانطلاقة الحقيقية لتحجز جمهورية تركيا مكانها ومكانتها الطبيعية التي عمل وسعى البعض (ومنها دول عربية للأسف) إلى ألا تتقدم تركيا القوية وأن تعود إلى أحضان العسكر ولا تبرح موقع التخلف وتردي الوضع الاقتصادي، وأن يكون الأتراك شعباً تابعاً ذليلاً تحت وطأة الطغاة، ولكنهم لا يعلمون أن من يملك الإرادة الصادقة في النهوض بوطنه وشعبه، وحين يلمس هذا الشعب بكل فئاته وأشكاله مدى الفرق الشاسع بين تركيا اليوم وتركيا الأمس، فلا يمكن للحاقدين الحاسدين أن يكونوا عقبة في طريقهم، وليس أدل على ذلك من وقوف الشعب التركي صفاً واحداً بأجسادهم وأرواحهم وممتلكاتهم في وجه المحاولة الانقلابية الفاشلة التي تم العمل عليها ممن يتبعون أجندات خاصة بهم وبدعم من دول عربية وأجنبية لمحاولة إعادة تركيا إلى الموقع الذي لا يليق بها ولا بمكانتها وتاريخها العظيم، ولكن الشعب الذي لمس الطفرة الكبيرة بعد معاناته الطويلة، وتذوّق معنى الحرية وشعر بالكرامة لا يمكن له أن يجحد ما فعله رجالات حزب العدالة والتنمية في أقل من عقدين، فيما لم يستطع آخرون عمله في عقود، فكان حامياً لمكتسبات تركيا العظيمة المتمثلة في رؤية واضحة للشعب، بل للعالم أجمع، فتركيا اليوم قوّة حاضرة إقليمياً ودولياً، وما حدث يوم أمس من متابعة للانتخابات التركية على مستوى العالم يثبت مدى مكانتها التي حققتها ومدى تأثيرها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي. وصفوا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأبشع الصفات، ونعتوه بما لم يجدوه إلا فيمن يحكمهم ويرأسهم، فقالوا إنه دكتاتور، ويمارس سلطة القوّة في حكمه، وما أجملها من دكتاتورية عندما يحفظ ثروات بلاده من النهب والسرقة، وما أفضلها من دكتاتورية عندما يتواضع لكبار السن والأطفال، فيقوم بتقبيل أياديهم، وما أشرفها من دكتاتورية عندما يحتكم للشعب ورأيه ويحترم إرادته، وما أسماها من دكتاتورية حين يستقبل اللاجئين في بلاده ويتمتعون بما يتمتع به المواطن التركي، وما أرقاها من دكتاتورية حين يستفتي الشعب ويدعو للانتخابات ولم يمض من فترته إلا سنة ونصف السنة، وما أحسنها من دكتاتورية حين يحفظ الحياة الكريمة لجميع فئات الشعب ومن يقيم على أرضه، ما أروعها من دكتاتورية حين يقدّم نفسه خادماً لوطنه وشعبه وأمته، ما أزكاها من دكتاتورية حين يمارس حقوقه الدستورية دون اللجوء للقوة والعسكر، كل هذا وما زلنا نستذكر المحاولة الانقلابية الفاشلة التي ضحى فيها الشعب من أجل تركيا، ورأينا العلم التركي ولم نرِ صورة الرئيس أردوغان، لأنه يعلم أنه يعمل من أجل الإنسان التركي ورفعته لا من أجل مصالحه وأقربائه، لأنه اهتم بالإنسان التركي من الداخل ولم يقم بالاهتمام بالشكل والمظهر على حساب العمل والجوهر. ولا نستطيع أن ننسى موقفه من القضية الفلسطينية ومناصرته لها في كل المحافل الدولية، فحضور تركيا في المنطقة العربية مشرف للغاية، وتتعامل معها بحكم علاقات تاريخية تعود بالنفع على جميع القضايا العربية، إلا إذا استثنينا بعض الدول التي تحتكم إلى دول أخرى تريد من دول المنطقة أن تكون تابعة خانعة لا قرار ولا تأثير لها في القرار المحلي والإقليمي، بل وصلت أيادي الخير التركية إلى الأخذ بأيدي دول عربية فقيرة لتقف على قدميها وتنهض بوطنها وشعبها، وتكون عاملاً إيجابياً في محيطها، وما تقدمه تركيا في الصومال على سبيل المثال هو خير مثال على ذلك، وموقفها من ثورات الربيع العربي التي وقفت فيها مع الشعوب العربية، بل إن القضايا الإسلامية التي لم تعد تجد مناصراً لها أصبحت تركيا هي المناصرة والمساندة لها، مثلما حدث للأقلية المسلمة من الروهنغيا في ميانمار، ودفاعه عن القدس وإقامة مؤتمرين في أقل من ستة شهور في إسطنبول دفاعاً عن الحق الإسلامي والعربي والفلسطيني في حماية المسجد الأقصى وحفاظاً على القدس عاصمة للدولة الفلسطينية. ولعل أبرز ما يمكن الالتفات إليه بالنسبة إلينا في دولة قطر، هو الموقف التركي من الأزمة الخليجية المفتعلة، والتي كان من نتاجها تفعيل التقارب القطري التركي في شتى المجالات، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، والعلاقات التي تربط بين البلدين علاقات وثيقة وتعتمد في أساسها على الاحترام المتبادل بينهما، فالموقف التركي من الأزمة الخليجية هو تجسيد للموقف القطري من المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، فالدولتان تتخذان مواقف مشتركة في مجمل القضايا الإقليمية والدولية لما يصب في صالح الجميع، ولعل العلاقات التي تربط بين القيادتين والشعبين هي المحرّك الأساسي والقوي لكلتا الدولتين، كما أن قطر وتركيا تتقاربان بل تتشابهان في كثير من الظروف، فحضرة سمو الأمير الوالد الذي تولّى مقاليد الحكم في عام 1995م حتى تنازل عن الحكم في يوم مشهود في شهر يونيو عام 2013م لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، ودولة قطر تسير نحو رؤية 2030م بعزيمة وإصرار لجعل قطر وشعبها في مصاف دول العالم المتقدمة، وكل ذلك تم في نحو عقدين من الزمان ومسيرة التقدم ما زالت مستمرة وتسير نحو الأمام، وقد تم تحقيق الكثير من الإنجازات التي لا أحد يستطيع نكرانها، وينطبق ذلك أيضا على تركيا، فمنذ أن تولّى حزب العدالة والتنمية السلطة عام 2003م وهي تشهد الكثير من الإنجازات أيضاً، وفي أقل من عقدين، ونجاح كل من قطر وتركيا سبب حرجاً كبيراً لبعض دول المنطقة التي فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي مكاسب أو تطور أو نمو ملموس في، والتي أشعرت شعوبهم بالغبطة على كل من الشعبين القطري والتركي لما يتمتعان به من حقوق مواطنة وتعليم وصحة وخدمات حكومية وسياحة واقتصاد وأمن وحضور محلي وإقليمي ودولي، فما كان من حكوماتهم إلا أن حاولوا التشويش والتدليس على شعوبهم لزرع الحقد والكراهية في نفوسهم ضد شعبي البلدين، ولكنهم تغافلوا أن الزمن الذي نعيش فيه يختلف اختلافاً كلياً عن العقود السابقة، فكل مواطن في العالم يستطيع أن يُقارن ويعرف كل ما يدور حوله دون الاعتماد على مصدر واحد مشكوك فيه، فخسرت هذه الأنظمة شعوبها قبل أن تخسر هذه الدول احترام المجتمع الدولي، وكل ما تم ذكره أشعر أنظمة هذه الدول بالحقد والغيرة من دولة قطر وجمهورية تركيا للإنجازات التي تم تحقيقها على أرض الواقع وفشلوا في أن يضعوا أي بصمة واضحة في بلدانهم سواء كان داخلياً أو خارجياً، فحاولوا أن يدعموا انقلاباً فاشلاً وحصاراً خاسراً، ولكن بفضل من الله ثم بحنكة قيادة البلدين ووعي الشعبين ووقوفهما صفاً واحداً تحت راية الوطن أفشل كل هذه المحاولات التي عززت من حضور وقوة دور قطر وتركيا داخلياً وخارجياً، وأضعف دول الانقلابات والحصار في كل ما كانوا يسعون إليه. نتائج الانتخابات التركية ستكون النقطة الفارقة داخل تركيا وفي المنطقة، مثلما أن يوم الحصار 5/6 يوم فارق في دولة قطر، وستكون العلاقات الثنائية بين دولتينا مثالا يحتذى به وتسعى له الكثير من الدول، ونقول للشعب التركي وقيادته حفظكم الله وسدد للخير طريقكم وزادكم من فضله لتكونوا عوناً وسنداً وذخراً لإخوانكم وأشقائكم ومناصرين لقضايا أمتكم العادلة، ولا عزاء لمن لم ينم ليلة البارحة حزنا وكمداً لفوز أردوغان في الانتخابات.