14 سبتمبر 2025
تسجيلللتكبر خمسة أسباب رئيسة هي :(1) مبالغة الآخرين في التواضع(2) اختلال القيم أو معايير التفاضل عند الناس(3) مقارنة نعمته بنعمة الآخرين ونسيان المنعم(4) ظن دوام النعمة وعدم التحول عنها(5) السبق بفضيلة أو أكثر من الفضائلونحن هنا نريد أن نسلط الضوء سريعا على كل سبب منها :أولا: مبالغة الآخرين في التواضع قد يكون أحد البواعث على التكبر : فبعض الناس قد تحملهم المبالغة في التواضع على ترك التجمل والزينة في اللباس ونحوه وعلى عدم المشاركة بفكر أو برأي في أي أمر من الأمور بل والعزوف عن التقدم للقيام بمسؤولية أو تحمل أمانة، وقد يرى ذلك من لم يدرك الأمور على حقيقتها فيوسوس له الشيطان وتزين له نفسه أن عزوف الآخرين عن كل ما تقدم إنما هو للفقر أو لذات اليد ، وإلا لما تأخروا أو توانوا لحظة ،وتظل مثل هذه الوساوس وتلك التزيينات تلح عليه وتحيط به من هنا وهناك حتى ينظر إلى الآخرين نظرة ازدراء وسخرية في الوقت الذي ينظر فيه إلى نفسه نظرة إكبار وإعظام وقد لا يكتفي بذلك ، بل يحاول إبرازذلك في كل فرصة تتاح له أو في كل مناسبة تواتيه وهذا هو التكبر .وقد لفت القرآن الكريم والسنة المطهرة النظر إلى هذا السبب أو إلى هذا الباعث منخلال دعوتهما إلى التحدث بنعمة الله تعالى إذ يقول سبحانه:{ وأما بنعمة ربك فحدث }.وإذ يقول النبي صلى الله عليه وسلم -:( إن الله جميل يحب الجمال )(واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك قابليها وأتمها علينا ).وعن مالك بن نضلة الجشمى قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب دون فقال : ألك مال ؟ قال : نعم قال : من أي المال ؟ قال: قد أتاني الله من الإبل والغنم والخيل والرقيق قال : فإذا أتاك الله مالا فلير أثر نعمة الله عليك وكرامته )وقد فهم السلف ذلك فحرصوا على التحدث بما يفيض الله عليهم من نعم وعابوا علىمن يغفل هذا الأمر من حسابه قال الحسن بن على رضى الله تعالى عنهما : ( إذا أصبت خيرا أو عملت خيرا فحدث به الثقة من إخوانك وقال بكر بن عبد الله المزني : (من أعطى خيرا فلم ير عليه سمى بغيض الله معاديا لنعم الله )الحياء لا يأتي إلا بخير