19 سبتمبر 2025
تسجيللم يبالغ المحللون والمراقبون حول العالم كثيرا وهم يصفون نتيجة الاستفتاء التاريخي في بريطانيا أمس، بأنها أشبه بـ"الزلزال"، فقد كانت كذلك على مستويات عديدة، ليس أولها توجيه أكبر ضربة للمشروع الأوروبي، منذ الحرب العالمية الثانية. ولم تكن حالة الصدمة التي عمت أوروبا والعالم الغربي، إلا مجرد مظهر لهول التداعيات المحتملة لهذا القرار الذي ظهرت أولى نتائجه في بريطانيا نفسها، بالإطاحة بالسيد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الذي سارع إلى إعلان عزمه الاستقالة من منصبه، بعد أن فشل في إقناع شعبه بالبقاء داخل الاتحاد الأوروبي، ثم تراجع الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته منذ 1985، فضلا عن التوقعات المتزايدة بأن تهدد النتيجة وحدة ومستقبل بريطانيا نفسها، في ظل دعوات من زعماء اسكتلندا لإجراء استفتاء جديد على الاستقلال. لقد بات الاتحاد الأوروبي يواجه الآن تحديا خطيرا يهدد كيانه وتماسك وحدته، بعد أن فتحت نتيجة التصويت الباب أمام عدد كبير من التيارات الشعبوية داخل دول الاتحاد للدعوة لإجراء استفتاءات خاصة بهم للانسحاب من الاتحاد، الذي سيتعرض أيضا لخسائر اقتصادية كبيرة، بعد خروج بريطانيا، بانت نذرها أمس في الانهيار الكبير الذي شهدته الأسواق المالية، ولا سيما في أوروبا.إن العالم يترقب، تداعيات هذا الزلزال الذي ربما تكون له انعكاسات بالغة الأثر، ليس في بريطانيا وأوروبا وحدهما، وإنما على العالم بأسره.