13 سبتمبر 2025

تسجيل

اليمين المتطرف!

25 يونيو 2014

لم يعد بالاستطاعة اخفاء الأمور بسهولة كما كان الحال سابقا فى ظل ثورة الاعلام الجديد وأدواته التى قد تكون عوامل بناء أو هدم! فى حادثة الفيديو الذى تم رفعه على الموقع الالكترونى لحزب الجبهة الوطنية اليمينى المتطرف بفرنسا وتم سحبه بعدها بعد أن أثار ضجة واسعة وضغوطا من طرف منظمات حقوق الانسان، تم توجيه سؤال لوالد الرئيسة الحالية للحزب مارين لو بان حول المنتقدين البارزين للحزب من بينهم قيادات يهودية، حيث رد جان مارى بشكل اعتبر استفزازيا قائلا، “سنقوم بوضعه فى الفرن فى المرة المقبلة”! وهو ما اعتبر بمثابة هجوم صريح على اليهود، وفى اشارة واضحة الى المحرقة النازية (الهولوكوست) التى ارتكبت ابان حكم أودلف هتلر. قبلها بسنوات أدلت ابنته مارين لو بان، تشبه فيها صلاة المسلمين فى الشوارع بالاحتلال النازي.لماذا عاد اليمين المتطرف وبقوة الى الساحة خصوصا فى أوروبا؟ المحلل السياسى الفرنسى سيلفان آتال، يشير الى أن اليمين المتطرف استفاد مما سماه الأداء السيئ للحكومات الأوروبية وعجزها عن رفع مستويات النمو وتقليص معدلات البطالة القياسية، والى ضعف المعارضة اليمينية المعتدلة التى لم تكن جذابة بما فيه الكفاية بالنظر لفضائح الفساد والمحسوبية التى تلطخ سمعة أبرر زعمائها. صعود اليمين المتطرف الفرنسى ليس حالة منفردة، فقد مكّنت الأزمة الاقتصادية الأخيرة وافرازاتها وطريقة التعاطى معها فى تقدم هذا التيار فى بلدان كثيرة فى أوروبا من سويسرا مرورا فى وايطاليا وهولندا واليونان حتى بريطانيا التى عرفت بالتنوع والتسامح مقارنة بالآخرين. مجلة"دير شبيغل" الألمانية أرجعت أسباب حصول الأحزاب اليمينية المتطرفة فى أوروبا على تأييد شعبى فى المدة الأخيرة، يعود الى أن الشعوب الأوروبية تملكها شعور بأن المفوضية الأوروبية مؤسسة بيروقراطية وبعيدة كثيرا عن المواطنين الأوروبيين، وقد أدركت الأحزاب الشعبوية هذا الشعور وتستغله لمصلحتها، بالاضافة الى دعاياتها التقليدية ضد الاسلام والأجانب وتحمل الأوروبيين أعباء انقاذ "اليورو" ودول جنوب أوروبا من الافلاس.ولكن لشهادة تذكر فى التاريخ، لم تفلح الأقليات الدينية والعرقية المهاجرة فى أوروبا المحسوبة على العالم الثالث وعلى رأسها الاسلامية فى تبنى وترويج مبدأ التعايش والانفتاح وبيان حقيقة الاسلام المتسامح من احترام وقبول الآخر لذلك كلما تطل الأزمات برأسها يدفعون الثمن غاليا؟ حيث يجد المتطرفون الطريق سالكا ومفتوحا ليعطوا صورة مشوهة عن الاسلام على أنه دين عنف وقتل وارهاب!