11 سبتمبر 2025
تسجيلغياب روح التنافس يجعلنا نُقدم على تقديم الأشياء كما هي، دون أن تتجاوز حدود (المألوف)؛ ليراها من يراها على ذات الوضع ولفترة طويلة من الزمن، ودون أن يطرأ عليها أي جديد وهو ما يجعلنا نشعر بوقع خطوات (الرتابة) وهي تشق طريقها نحونا قائلة (هذا كل شيء) ليظل الأمر على حاله حتى نسلم ونستسلم لتلك الرتابة القاتلة، التي تجعلنا ندرك ونتوقع كل شيء منها حتى من قبل أن يكون، وهو ما يجعلنا اكثر علماً بما يدور من حولنا، كما أنه يعطينا القدرة على دراسة كل ما نملك حتى ومتى طرأ علينا وعليها جديد مهما كان حجمه أدركناه وميزناه وفرحنا به، وإن لم يكن ليتجاوز حدوده ويخرج عن نطاق مفهوم (القليل). الإصرار على ملازمة الوضع (القائم على شروط صالحة تصلحه) يُعد من الخطوات التي تؤكد رغبتنا بملازمة الجيد، ومن الجيد أن نفعل ذلك، ولكن التمادي والإسراف فيه يجعلنا ندور في ذات الحلقة دون أن نتجاوزها لكل ما فيه الخير للجميع، وهو ما يجعل قدرتنا على المتابعة ناقصة تشكو من كل ما تحتاج إليه؛ كي تدرك تماماً ما يحصل لها بعيداً عن الحلقة التي ندور فيها ومن حولها. إن ما قد ذكرته من كلمات قد تم تفصيله بمقاس يناسب العديد من المواقف في حياتنا، دون أن أخص بما قد ذكرته جهة أو غيرها ممن يعتمدون ذات الخطة التي وُجدت منذ أن وجدت البشرية؛ لتمتد حتى وقتنا الحالي دون أن تتمكن من تغطية حاجات البشر ورغباتهم المتجددة، وبصراحة أجد أن في ذلك ما يثير في نفسي ونفس كل من يبحث عن التجديد والتغيير في قالب ينصب لخدمة المجتمع ضمن حدود الإصلاح (الكثير من الضحك)؛ لأن من يفعل ذلك يلتزم بخطة لربما وُضعت وكانت جديدة فعلاً، وفعالة ولكن في زمن بعيد جداً لا يبرر لها نجاحها وما قد أدخلته عليهم من أرباح حق المتابعة، وذلك بحكم التطورات التي حلت، وتتطلب ما يواكبها من جديد، لا ملازمة ما كان من السابق وفيه لحد يمل منه الصبر، وسيفر وبفضله بعيداً دون أن يفكر وللحظة أن يعود بنظراته إلى الوراء فيُجبر على العودة إلى ما كان عليه يوماً. إن الحديث عن العقول التي تصر على ملازمة ومتابعة ما قد بدأت به تماماً كما بدأت به يجعلنا نشفق عليها؛ لأنها لن تقدم جديداً حتى يظهر الجديد الذي سيدفعها وسيحملها على تقبل فكرة المنافسة، تلك التي ستخلق حالة من الصدام مع تلك الرؤية السابقة، والمتطلبات والحاجات الحالية، فينتهي الأمر وإن طال الزمن بتجديد سيفرزه التنافس، وإن جاء بخطواته البطيئة، التي سيسرنا حضورها، فالطبيعي أن كل ما قد قُدم سينهار أمام الجديد الذي ستقدمه الأطراف الجديدة وبشكل لائق يناسب كل الأذواق. إن الغرض من الكتابة بمفهوم الكتابة لا يعني تراشق التهم ولحظات العتب واللوم، فالأصل أن نتطرق إلى ما نوده من إصلاح وتغيير وتجديد في كل شأن يهمنا ويخصنا؛ كي نقدمه بأفضل حلة، فيُعبر عنا بما يُسعدنا ويُرضينا، دون أن نُشهر بجهة (ما) أو غيرها، فنستخدم القلم كسلاح نشهره أمامها؛ كي نثير الرعب فيها من خلال صفعها بتهم لا نهاية لها فقط؛ كي تُكشف وتُعرف بفشلها، الذي سيفوز بكل طاقات التركيز، وسيسرق الأضواء من الغاية الأساسية للموضوع كله، وهي تلك الجهة صاحبة الخطة التي (ترهلت) فما عادت قادرة على موافقة وقتنا الراهن بتاتاً، فأجبرتنا بذلك على مراسلتها بالعديد من محاولات التنبيه؛ كي تستيقظ وتدرك ما قد فاتها من قبل، وتُقدم على تقديم الجديد والمفيد أيضاً. وأخيراً إن ما نريده هو التأكيد على (التطوير) وتفعيله في كل المجالات، فلا نطالب به دون أن نعمل وبكل جد عليه؛ وذلك كي نكسب الفرق وندركه وننعم بما نملكه فعلاً؛ لذا نسأل الله أن يكتبه لنا دوماً (اللهم آمين).