10 سبتمبر 2025
تسجيلمتى كانت البداية صحيحة فلا شك أن ما سيعقبها هو كل ما سيتمتع بصحة جيدة؛ ليسير صاحبها بخطوات سليمة دون أن ينحرف عن مساره الذي يسلك، وعليه فإن تقبل ما يقابلنا في هذه الحياة يعتمد على مدى تبنيه لحقيقة أنه قد بُني على صواب من الأساس، فهو الصواب ما نحتاج إليه؛ ليساعدنا على معرفة ما علينا من واجبات قبل أن نُطالب بما لنا من حقوق، ومما لا شك فيه أن غرس ذلك يعتمد على معرفتنا للثقافة القانونية وحرصنا على تنميتها، فهي القاعدة التي يجدر بنا الاعتماد عليها في مجتمعنا الإنساني؛ لبلوغ قمة التقدم والازدهار. في متابعة لا تخلو من المتعة والفائدة لنشاط (العيادة القانونية) بكلية القانون في جامعة قطر، والتي تختص بالتمثيل القانوني والمشورة والصياغة والمساعدة القانونية إلى جانب الدفاع عن القضايا القانونية، وتسعى جاهدة من خلال برامجها إلى تعزيز التوعية القانونية بين أفراد المجتمع؛ لحماية الحقوق، أدركت الكثير من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، فكان أكثر ما جذبني هو ما سبق وأن سلطت عليه الضوء غرة شهر (مايو) من خلال الملتقى الذي نظمته؛ للتوعية بأهمية سيادة القانون والمساعدة القانونية للفئات المستضعفة التي تشمل النساء، والأطفال، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة، والعمال الأجانب، وضحايا الإتجار بالبشر، ممن يدركون حقوقهم غير أن منهم من لا يدرك آلية تحصيلها، وكم هي جميلة تلك الخطوة، ولكن ما هو أجمل أن تُغرس تلك التربية القانونية في مراحل مُبكرة أكثر وبما يتناسب مع الفئات العمرية المختلفة؛ كي يدرك الجميع أهمية سيادة القانون؛ لتجنب التجاوزات التي تقع من البعض على رأس البعض الآخر، وضمان خروجهم بأقل الخسائر الممكنة، بل ولتفاديهم ذاك الصدام جملة وتفصيلا. وماذا بعد؟ إن جهود (العيادة القانونية) تساهم بصناعة جيل قادر على توفير المساعدة القانونية الفعالة والكافية وإتاحتها بشكل مستمر للمجتمع؛ لضمان بث الأمن والأمان فيه. نحن بحاجة لمزيد من التوعية، لغرس بذور التربية القانونية بين الأفراد؛ لمساعدتهم على الالتزام بالعمل، والتضامن البشري في المجتمع، وحمايتهم من الوقوع تحت طائلة القانون؛ لأخطاء قد تقع بسبب الجهل وغياب المعرفة، وهو الهدف الذي يسعى كل مجتمع إلى تحقيقه كما ذكرت آنفا، ومما لا شك فيه أن الدور الذي تعهدت العيادة بالقيام به سيساهم بذلك. إن ما أتحدث عنه اليوم منذ البداية وحتى هذه اللحظة التي وَصَلت بك إلى هنا، هو (القانون) الذي يؤثر على حياتنا اليومية، ونحتاج إليه؛ لرفع مستوى الوعي حول الحقوق القانونية، التي تضمن لنا حياة سليمة خالية من العلل والمشاكل التي تؤثر على صحتها، ومن ثم تفرض علينا حالة مَرَضية غير مُرضية، ستلاحقنا على الدوام دون أن تسمح لنا بإحراز أي تقدم يُذكر حتى تتم المُعالجة الصحيحة. وأخيرا قبل أن تُطالب بما لك من حقوق كن أنت الطالب النجيب الذي يعرفها تمام المعرفة، ولعل التعرف على نشاط العيادة عن قرب كبداية سيساعدك على معرفة كيفية أخذ ما لك كما يجب؛ كي تدرك ومن بعد معنى العدالة. تم تصنيف هذا الموضوع ضمن الموضوعات التي تروقني، وأجدها صالحة بما فيه الكفاية؛ ليتم تسليط الضوء عليها ومن ثم طرحها؛ لجمع أكبر قدر من الفائدة لي ولكم، وحتى ندرك ما يستحق ذلك ألقاكم على خير.