20 سبتمبر 2025

تسجيل

مبادرات قطر وتحديات المستقبل

25 مايو 2016

تؤكد قطر يوما بعد يوم ريادتها وقيادتها للمبادرات الانسانية الكفيلة بمواجهة تحديات المستقبل، بما في ذلك معالجة الأخطاء الهيكلية التي أدت إلى انزلاق بلدان عديدة إلى براثن الصراع والتطرف العنيف. ومن هذا المنطلق تعهدت دولة قطر أمام القمة العالمية للعمل الإنساني في إسطنبول، بالاسهام في خدمة الأهداف الإنسانية والإنمائية بمبلغ 10 مليارات دولار أمريكي على مدار السنوات العشر القادمة"، ولم يأت هذا التعهد من فراغ بل جاء انطلاقا من الاحساس بالمسؤولية الأخلاقية والانسانية تجاه أكثر من 60 مليون شخص بين لاجئ ونازح في العالم، فضلا عن وجود شعوب أخرى تحت الحصار والاحتلال، كما اشار إلى ذلك سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، أمام القمة، داعيا الجميع إلى توظيف جميع القدرات لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية، وإيجاد الحلول الكفيلة بإغاثة المتضررين منها، ووضع حد لمعاناتهم، لما يشكله الأمر من انتهاك صارخ للقيم الأخلاقية والإنسانية المشتركة. ولم تكتف قطر بهذا التعهد الانساني التاريخي، بل أعلنت عن التزام اجتماعي وتنموي لا يقل أهمية هو الآخر، يتمثل في وضع تصور لإنشاء مركز بناء قدرات إقليمي للعمل مع الشباب المهتمين والجماعات المنخرطة بالفعل في مجال العمل الإنساني، لما لذلك من أهمية بالغة في تعزيز مسارات التنمية وتجفيف منابع البطالة، ومن ثم محاصرة وتجفيف منابع التطرف والفكر المتشدد الذي تشكل فئة الشباب بيئة خصبة وحاضنة مغرية له.قطر بهذا التصور، وبهذا التخطيط تضع أمام العالم خريطة طريق متكاملة الأهداف لمعالجة أبرز تحدياته الانسانية، مما يتوقع معه عمل إيجابي إذا تكاتفت الجهود لإنجاحه.