14 سبتمبر 2025

تسجيل

الصين والعرب!

25 مايو 2016

ملفات عديدة طرحت في مؤتمر "العرب والصين.. مستقبل العلاقة مع قوة صاعدة"، الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، قدمها باحثون متخصّصون من قطر والسعودية والكويت والدّول العربيّة والصّين، إضافة إلى باحثين مهتمّين من أوروبا وباكستان وتركيا وغيرها، تناولت العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية. ومع أن العديد من المؤتمرات السابقة التي عقدت بين الجانبين في أكثر من بلد عربي، ركزت على الجانب الاقتصادي والاستثمارات بين الجانبين، حاول مؤتمر الدوحة أن يطرح الأبعاد الأخرى في دراسة العلاقات بين الصين والعرب، وربما أهمها الموقف الصيني من الثورات العربية التي ضربت موجاتها المنطقة وتداعياتها، الباحث جن ليانغ شيانغ في ورقته (السياسة الصينية تجاه العالم العربي في سياق إقليمي متغير)، ذكر أن بعض الدول العربية تعتقد أن الصين تسعى لتحقيق الربح التجاري فحسب في علاقاتها معها، كما تشعر هذه الدول بالإحباط؛ لأن الصين غير قادرة على موازنة القوة الكبرى والتدخلات في المنطقة. الباحث أشار إلى أن الصين اضطلعت بدور مسؤول وبناء في المنطقة خلال العقد الأخير، حيث ساهمت اقتصاديا وتحولت إلى وسيط دولي لحل الأزمات بطرق سلمية وعدم اللجوء إلى العنف والقوة. وأن الوجود العسكري الناعم للصين في المنطقة العربية جاء لحماية مصالحها الاقتصادية الجغرافية، مثل الطاقة والاستثمار والتبادل التجاري.الدكتور تموثي نبلوك المتخصص في العلاقات الاقتصادية بين آسيا والخليج استعرض التغيرات التي حدثت في السنوات الأخيرة وكيف أصبحت الصين اليوم الشريك التجاري الثاني بعد الاتحاد الأوروبي مع دول مجلس التعاون الخليجي، ومن المرجح أن تتفوّق على الاتحاد الأوروبي خلال السنتين أو السنوات الثلاث المقبلة في هذا المجال، وأحذر من أن دول الخليج قد تعاني خسارة سياسية إذا بقيت معزولة عن شبكة الاتصالات قيد الإنشاء والتي بدأت تأخذ زخمها في التنامي والتشابك في بكين. في تحليل السلوك السياسي الصيني أكدت ورقة ابتسام عبد ياس أن الصين غير مستعدة للتخلي عن علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، ولكنها تحاول القيام بدور محدود ومعارض للهيمنة الأمريكية. ربما تكمن خلاصة الأطروحات المقدمة في أن العملاق الصيني بات فاعلا ولاعبا نشطا في السياسة الدولية، وما يحتاجه الجانب العربي هو صياغة رؤية واستراتيجية جديدة في التعامل مع الصين شبيهة بالأمريكية، التي انتقلت من التركيز على المنطقة الخليجية والعربية وصراعاتها إلى شرق آسيا ودول الباسفيك!