15 سبتمبر 2025
تسجيلأمسِ الأول، عَبِـقَ ملعبُ جاسم بن حمد بعبيرٍ قطريٍّ خالصٍ انتشرَ شَذاهُ في أجواءِ بلادِنا الحبيبةِ باعثاً في النفوسِ مشاعرَ حبٍّ عانقَتْ مُحَـيَّا سموِّ الأميرِ الـمُفدى الذي كانَ حضورُه ببشاشتِهِ، وتواضعِهِ الجَمِّ، وقلبِـهِ الكبيرِ الذي يحتضنُ بلادَنا وشعبَها أُوْلى ملامحِ العرسِ الوطني في مباراةِ نهائي كأسِ سموِّهِ بينَ فَرِيقَـيْ السدِّ والجيشِ، وسطَ حضورٍ جماهيريٍّ نحرصُ عليه كواجهةٍ حضاريةٍ يرانا العالَمُ من خلالِـها، قيادةً حكيمةً وشعباً حياً. نعم، فازَ السدُّ بنتيجةِ الـمباراةِ، لكنَّ الجيشَ لم يخسرْ، فكلاهُما فازَ بشرفِ التنافُسِ على الكأسِ الغاليةِ، وكلاهُما يفخرُ بأنَّ مئاتِ ألوفِ العيونِ، وفي مُقدمتِها عَينا سموِّ الأميرِ، اكتحلَتْ بمتابعةِ أدائِهِـما الفنيِّ الرفيعِ، وانضباطِهِما بالروحِ الرياضيةِ. ولذلك نباركُ لكِـلَـيْـهِما ونُهَـنِّيْءُ السدَّ بالإنجازِ الجديدِ الذي يُضافُ إلى رصيدِهِ الكرويِّ التاريخيِّ الضَّخْمِ الذي نفخَرُ به كما نفخرُ بكلِّ إنجازٍ تُحَقِّقُهُ أنديتُنا لأنَّنا ندركُ أنَّ ذلك سيكونُ دافعاً لإنجازاتٍ على الـمستويَينِ القاريِّ والدوليِّ تحت رايةِ بلادِنا، وسيبعثُ الروحَ في ملاعبِنا التي افتقدَتْ طويلاً الجماهيرَ التي تهزُّها وهي تُشجِّعُ فِرَقَها بحماسةٍ منقطعةِ النَّظيرِ. كم رائعٌ أنْ اُخْتِـيرَ طاقمُ حُكَّامٍ وطنيٌّ أدارَ الـمباراةَ بصورةٍ جيدةٍ وبحرصٍ على إثباتِ جَدارةِ وكفاءةِ الحَكَمِ الوطنيِّ. وهو اختيارٌ نُثَـمِّـنُهُ عالياً، شارعاً رياضياً ومُحلليين وإعلاميينَ وكُتَّاباً، ونُثْـني على لجنةِ الحُكَّامِ التي، كعادتِها، تعملُ بجدٍّ على إعطاءِ الفرصةِ للحُكامِ الوطنيينَ ليقولوا للجميعِ إنَّهُم الأفضلُ، وإنَّ وجودَهُم في صفوفِ نُخْـبَـةِ حُكَّامِ آسيا أمرٌ يستندُ على الواقعِ، ويرتكزُ إلى كفاءاتِهِمْ ومهاراتِهِمْ وخبراتِـهِمْ العمليةِ التي تراكمَتْ خلال سنينَ طوال. ولا ننسى، بالطبعِ، الإشادةَ باتحادِ القدمِ على الإعدادِ والتنفيذِ للمباراةِ والحفلِ الختاميِّ، والجهودِ الهائلةِ في التواصُلِ معَ الجماهيرِ عَـبْـرَ وسائلِ الإعلامِ، مما كانَ له أعظمَ الأثرِ في تلبيةِ الجميعِ للنداءِ الوطنيِّ وتَوَجُّهِـهِم إلى الـملعبِ باعثينَ فيه روحاً من الإثارةِ والتَّـرَقُّبِ زَيَّـنَها الـمستوى الحضاريُّ الرفيعُ في تشجيعِ الفريقينِ. الجانبُ الآخرُ، الذي تنبغي الإشارةُ إليهِ، هو تواصُلِ أجهزةِ الدولةِ الـمختلفةِ لتكونَ الـمناسبةُ عنواناً لِـما وصلَتْ إليه الأجهزةُ الأمنيةُ التابعةُ لوزارةِ الداخليةِ من مستوياتٍ عاليةٍ في التَّعامُلِ معَ الحشودِ الجماهيريةِ الكبيرةِ، الأمرُ الذي تَـبَدَّى في حضورِ وفودٍ من دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِّ لتبادلِ الخبراتِ في هذا الصَّدَدِ. وهذا يجعلُنا واثقينَ في أنَّ الـمسيرةَ الـموندياليةَ تسيرُ بخُطًى ثابتةٍ على كلِّ الصُّعُدِ، ويبعث برسائلَ كثيرةٍ للخارجِ الذي يتابعُ استعداداتِنا، ويراقبُ جهودَنا، بأنَّ وطنَ الإنسانِ هو الحاضنةُ لكلِّ إبداعٍ وتَحَضُّرٍ ومَدَنِـيَّةٍ، وأنَّهُ وَطنُ الـمجتمعِ الـمَدَنيِّ الذي تُدارُ شؤونُهُ بمؤسساتٍ تَهْـدِفُ لخدمةِ الإنسانِ الـمواطنِ، وشقيقِـهِ العربيِّ والـمسلمِ وأخيهِ في الإنسانيةِ الـمُقيمينَ في بلادِنا. كلمةٌ أخيرةٌ:بلادُنا الحبيبةُ وسموُّ الأميرِ وشعبُهُ الـمُبدعُ، قِـيَمٌ عظيمةٌ ساميةٌ، تجتمعُ في ضمائرِنا ونفوسِنا، وتبدو جَلِـيَّـةً في بهائِها في كلِّ مناسباتِنا كمناسبةِ نهائي كأسِ الأميرِ التي أثلجَتْ قلوبَنا بكلِّ تفاصيلِها.