17 سبتمبر 2025
تسجيلقبل دخول لبنان في فراغ رئاسي أدخلته فيه حالة التجاذب الطائفي والإقليمي، يوم أمس كان من المفيد التأمل في جملة أساسية قالها الرئيس اللبناني المنتهية ولايته ميشال سليمان، الذي أكد ان الحوار هو السبيل الوحيد للتغلب على الانقسامات العميقة في لبنان الذي يُكافح للتغلب على التداعيات السياسية والأمنية الناجمة عن الحرب الأهلية في سوريا، فبعد إخفاق البرلمان للمرة الخامسة في اختيار خلف للرئيس بات الوضع في لبنان أكثر خطورة مما آل إليه حال الفرقاء اللبنانيين في مايو من عام 2008، حيث نجحت الدوحة في رأب الصدع بين اللبنانيين بعد ثمانية عشر شهرا من أزمة سياسية دامية كان سمتها الفراغ الرئاسي وعمليات الاغتيال، فكان قدر الرئيس سليمان أن يتولى الرئاسة من فراغ وأن يسلمها لفراغ..يبقى الفرق الجوهري بين الأزمتين أنه في الأزمة الأولى توافر التوافق الدولي والإقليمي على منع الانزلاق للحرب الأهلية، أما اليوم وبوجود برميل بارود مشتعل على حدود لبنان، ومشاركة طرف أساسي بل والطرف المهيمن على المعادلة السياسية اللبنانية في لبنان وهو حزب الله، في الحرب الدائرة في سورية، فإن احتمالات الانزلاق باتت أكبر كما أن ضبط النفس وتغليب مصلحة الوطن والميل للتوافق وتقديم التنازلات، رغم الإملاءات والمصالح الإقليمية، هي أمور أساسية يجب أن تكون السمة الغالبة على السلوك السياسي للبنانيين في المرحلة القادمة. وقد كان الرئيس سليمان محقا بدعوته حزب الله لسحب مقاتليه من سوريا للحفاظ على الوحدة الوطنية،حيث أكد أنه من غير المسموح للواقع الجغرافي والسياسي والديني أن يشكل عقبة لأي مشروع انتماء.. وقال "إن وحدتنا الوطنية تحتل الاولوية وتفرض علينا عدم التدخل في شؤون الجوار — مهما عز الجوار".إن واقع لبنان الهش وحقيقة الخسارة المادية والمعنوية الفادحة التي يعانيها اللبنانيون دون استثناء نتيجة لتدخل حزب الله عسكريا في سوريا، تجعل أولى خطوات التوافق معروفة للجميع، فسلاح المقاومة مشروع ومصون عندما يوجه لعدو لبنان الحقيقي وهو إسرائيل، وليس إلى صدور السوريين العزل.