16 سبتمبر 2025

تسجيل

قطرُ: الإنجازاتُ لغةُ الحديثِ

25 مايو 2014

مشكلتُنا ليستْ في كونِـنا لا نعلمُ، وإنما هي في طرقِ تعبيرِنا عَـمَّا نعلمُ، وفي الحساباتِ الـمُعقدةِ لتأثيراتِ ذلك على جهودِنا لتطويرِ الفردِ وتنميةِ الـمجتمعِ، وعلاقاتِنا بالخارجِ الشقيقِ والصديقِ.وبدا ذلك حين أدرك الجميعُ، في بلادِنا، خطورةَ ردودِ الأفعالِ الـمُتَسَـرِّعَـةِ على ما تعرضنا له من حملاتٍ مُغرضةٍ اتَّخَـذَتْ الـمونديال ذريعةً للمَـسِّ بنا، فكانتِ ردودُنا هادئةً على الـمستوى الرسميِّ، وقامتِ الصحافةُ بدورٍ كبيرٍ في ترسيخِ مفاهيمَ الحوارِ العقلانيِّ الذي يُركِّـزُ على فضائلِـنا دون الإساءةِ حتى لِـمَنْ قادوا الحملاتِ ووقفوا وراءها. الرائعُ، في تَعاملِنا مع الحملاتِ وسياساتِ الآخرين تجاهنا، أنه فَصَلَ بين الأمورِ وجَـزَّأَها، ولم يسمح لها بتعطيلِ العملِ في مشروعات الـمنشآتِ الـموندياليةِ والبُنى التحتيةِ الضخمةِ، فاستمرت الدولةُ، بجناحيها العامِّ والخاصِّ، في تنفيذِ الـمخططاتِ والتواصلِ مع الـمجتمعِ الدَّوليِّ بوتيرةٍ متسارعةٍ أسفرتْ عن تدعيمِ خطابَينا السياسيِّ والـموندياليِّ. ومن جانبٍ آخر، كان لتَجزيْءِ الأمورِ آثار إيجابيةً، حين لم نواجهْ الـمشكلاتِ التي اصطنَعَها الآخرون كَـكُـلٍّ واحدٍ، وإنما كأجزاء تتم معالجتُها في مستوياتٍ مختلفةٍ، كالتالي:(1) لعبتِ اللجنةُ العُليا للمشاريعِ والإرثِ دوراً بارزاً في ثباتِ مسيرتنا الـموندياليةِ، بخروجِـها إلى الـمجتمعِ ومُمارستها مَهامَها الـمُحددةِ في القرارِ الأميري بإنشائها، فلم تكن بديلاً عن وزاراتِ الدَّولةِ ومؤسساتِها، كما حاول بعض الـمُغرضينَ من أشقائنا العربِ أنْ يُشيعوا، وإنما مارستْ دوراً إشرافياً وتنفيذياً في مجالِ متابعةِ سَـيرِ العملِ في الـمشروعاتِ، وتسهيلِ الإجراءاتِ، وربطِ الجهودِ الـمبذولةِ على أكثرِ من صعيدٍ لتَصبَّ في صالحِ توكيدِ التَّوجُّـهِ للعملِ الـمُؤسَّسيِّ، وتفعيلِ الأداءِ بحيث يخدمُ تحقيقَ الأهدافِ التي تشمل إعدادَ الإنسانِ والمجتمعِ ومؤسساتِ الدولةِ لاحتضانِ الـمونديال. (2) كان لوزارة العدلِ، والـمختصين القطريين في القانون، حضور بارز، في صياغةِ القوانين الجديدةِ للإقامةِ، وتقديم دراساتٍ لتعديلِ قوانين أخرى تَـحِـدُّ من تَشَـبُّعِ سوقِ العملِ بالعمالةِ غير الـماهرةِ، وتمنعُ الاستغلالَ والإساءةَ للعمالِ بأيةِ صورةٍ كانت، وهذا ما سيعودُ على التنميةِ الشاملةِ بفوائدَ عظيمةٍ، ويزيلُ الأسبابِ الـمؤديةِ للجريمةِ الاقتصاديةِ والجنائيةِ على الـمدى البعيدِ.(3) إعلامُنا وصحافتنا، هما الجنديانِ الـمجهولانِ الـمَعروفانِ في آنٍ، فجميعُنا نعلمُ أنَّ بلادَنا تعتمدُ على أبنائِـها الإعلاميينَ والصحفيينَ في التعبيرِ عن مواقفِـها ورؤاها، وهو دورٌ قاموا به بحِـرْفِـيَّـةٍ ومِـهْنِـيَّـةٍ رفيعتينِ، وأكدوا من خلالِ كتاباتِهِـم وتغطياتِـهِم صلابةَ الدِّرعِ الإعلاميِّ، وجاهزيتِـهِـم للقيامِ بأعباءِ الـمرحلةِ التي تفصلُنا عن الـمونديالِ وبعدِهِ.(4) وزارةُ الداخليةِ، بأجهزتِـها الإداريةِ والأمنيةِ، لم تَـغِـبْ عن الإنجازِ الذي تحققَ في دَحْرِ الحملاتِ الـمُغرضةِ، فقد ظلتْ، على العهدِ بها، تسعى لتيسير إجراءاتِ العملِ الإداريِّ، والتواصلِ مع الجمهورِ، والسعيِّ لتنفيذِ القوانينِ بنصِّها أو بروحِها تبعاً لكلِّ حالةٍ، وعملتْ، ولم تزلْ، على تأهيلِ كوادرِها إدراكاً منْ مسؤوليها لحجمِ العملِ الهائلِ قبل و أثناء وبعد إقامةِ الـمونديال.(5) العاملُ الأبرزُ في النجاحِ كانَ الإنسانُ القطريُّ بإنسانيته وأخلاقِـهِ الإسلاميةِ العربيةِ، وثقافتِـهِ ومستوياتِ تعليمه العالية.. هذا الإنسانُ الذي راهنَ عليه سموُّ الأميرِ الـمُفدى فكان رهانُ سموِّهِ في محله.كلمةٌ أخيرةٌ:الإنجازاتُ تتحدثُ لغةَ الواقعِ، وتنطقُ بما تحققَ على الأرضِ، ولأننا شعبٌ حيٌّ فإننا ندركُ حجمَها الكبيرَ، ونسعى للوصولِ بها إلى مستوًى أرفع.