10 سبتمبر 2025
تسجيلنواصل في هذا المقال الخامس سلسلة مقالاتنا عن الدراسات التعليمية العشر التي تعتبر الأكثر أهمية في عام 2023 من بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة والقيمة، والتي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. ونستكمل اليوم دراسة مهمة لفائدة العاملين في القطاع التعليمي عن «أدمغة الطلبة وكيف تتقاطع معًا وتتصل ببعضها». ففي عام 2021، أفاد تقرير صادر عن فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، أن المواد التعليمية يمكن أن تترك بصمات عصبية على الطلاب تعكس نشاط الدماغ في طلاب آخرين، وفي المعلم، ولدى الخبراء في هذا المجال. ولربط الموضوع؛ فمن خلال المراجعة لدراسات أخرى تم فيها استخدام الباحثين لتقنية تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي لقياس نشاط الدماغ لدى طلاب يأخذون دورة علوم الكمبيوتر؛ وجد الباحثون أن الطلاب الذين أدوا جيدًا في اختبار لاحق أظهروا أنماطًا من النشاط الدماغي مشابهة لأنماط النشاط الدماغي لدى طلاب آخرين يؤدون جيدًا وأيضًا لدى المعلم والخبراء في مجال علوم الكمبيوتر. وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تشير إلى أن المواد التعليمية يمكن أن تساعد في تشكيل أنماط التفكير لدى الطلاب؛ فعندما يتعلم الطلاب شيئًا جديدًا، فإنهم يطورون شبكات عصبية جديدة مرتبطة بالمعلومات الجديدة. ومع استمرارهم في التعلم، تصبح هذه الشبكات أقوى وأكثر تعقيدًا. ويشير البحث أيضًا إلى أن البيئة التعليمية يمكن أن يكون لها تأثير على أنماط التفكير لدى الطلاب. عندما يتعرض الطلاب لأشخاص آخرين يفكرون بطريقة معينة؛ فإنهم يميلون إلى تطوير أنماط التفكير الخاصة بهم، وهو ما يُظهر أن المعلمين يمكنهم استخدام المواد والبيئة التعليمية لمساعدة الطلاب على تطوير أنماط التفكير التي تدعم التعلم الناجح. ويمكنهم القيام بذلك من خلال تقديم مواد تعليمية ذات جودة عالية تدعم التفكير النقدي والتحليلي أو توفير فرص للطلاب للتفاعل مع الآخرين الذين يفكرون بطريقة مماثلة، أو تشجيع الطلاب على التفكير بصوت عالٍ ومشاركة أفكارهم مع الآخرين. ولذلك فإنه عندما يتفاعل الطلاب مع بعضهم البعض حول موضوع معيّن، فإنهم يطورون فهمًا مشتركًا للمادة، وهذا الفهم المشترك يمكن أن يكون أكثر شمولاً من الفهم الذي قد يطوره الطلاب إذا كانوا يتعلمون بمفردهم. وتشير دراسات أخرى إلى أن التعلم الاجتماعي يمكن أن يحسن الأداء الأكاديمي، فعندما يتزامن نشاط الدماغ بين الطلاب، فإنهم يفهمون المعلومات بشكل أفضل ويتذكرونها بشكل أفضل. وتؤكد هذه الدراسات مجتمعة على القوة النهائية للتعلم من نظير إلى نظير والتعلم الاجتماعي، والذي يمكن أن يساعد الطلاب الذين لديهم مستويات متفاوتة من الفهم. وبذلك يمكن للمعلمين دمج الطلاب ذوي القدرات العالية مع الطلاب ذوي القدرات المنخفضة؛ لمساعدة الجميع على التعلم بشكل أفضل. في الختام، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن التعلم الاجتماعي يمكن أن يكون أداة قوية لتحسين التعلم، ويمكن للمعلمين استخدام التعلم الاجتماعي لخلق بيئة تعليمية أكثر تفاعلية وتعاونية، مما يمكن أن يؤدي إلى نتائج تعليمية أفضل للطلاب.